إبانة24: متابعة
أزمة المحروقات في المغرب .. فوضى الأسعار وجودة الوقود تهدد مستقبل محطات التوزيع
قال الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن بيان أصحاب محطات الوقود يعتبر تجسيدًا لما يُعرف بـ”شهد شاهد من أهلها”، مشددًا على أن قطاع المحروقات في المغرب يواجه أزمة حقيقية.
ووفقًا لتصريحات اليماني، فإن القطاع دخل مرحلة من “الفوضى في الضوابط القانونية”، سواء من حيث الأسعار أو جودة المنتجات. وأشار إلى أن أصحاب المحطات فوتوا فرصتهم في فرض شروط عادلة مع الشركات التي تزودهم بالوقود، معبرًا عن أسفه لعدم تقديمهم الملف لمجلس المنافسة للفحص.
وأوضح اليماني أن هناك ثلاثة أنواع من محطات توزيع الوقود في المغرب: الأولى هي المحطات الحرة التي يمتلكها أصحابها بموجب عقود تزويد بشروط محددة، والثانية مملوكة لشركات توزيع، بينما النوع الثالث هو إدارة مشتركة بين مالك المحطة والشركة الموزعة.
وأكد أن معظم الشكاوى تأتي من المحطات المملوكة لأصحابها، والتي تعاني من فرض إملاءات على هامش الأرباح المحدود، مما يجعلها غير قادرة على تغطية نفقاتها. في المقابل، تتمتع الأنواع الأخرى من الشركات بهوامش ربحية أكبر.
وكشف اليماني أن مستوى الأرباح للشركات شهد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قفزت من 60 فرانك للتر الواحد إلى أكثر من درهمين، مما يعكس “المسار غير المنظم” بين الشركات الموزعة والمحطات. وأشار إلى أنه إذا كان سعر الغازوال اليوم في محطة معينة هو 11.50 درهمًا، فإن السعر الحقيقي لا يتجاوز 10 دراهم، مما يؤكد صحة ما طرحه سابقًا حول حالة القطاع.
ودعا اليماني إلى ضرورة مراجعة القوانين المنظمة لقطاع المحروقات في المغرب، مشددًا على أهمية دور الوكالة الوطنية للطاقة في إعادة هيكلة القطاع.
في السياق ذاته، أصدرت الجامعة الوطنية لأرباب وتجار ومسيري محطات الوقود في المغرب بيانًا يفيد بتفاقم أزمة السوق الموازية للمحروقات، التي تشكل تهديدًا جادًا للمحطات المرخصة. وأوضح البيان أن الهامش الربحي في السوق الموازية ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة، مما أدى إلى انخفاض مبيعات المحطات بشكل كبير.
وأشار البيان إلى أن هذه المحطات تعمل خارج إطار القانون، وتبيع الوقود بأسعار تنافسية، مما يحرم المحطات المرخصة من حصة كبيرة من السوق. وشدد على أن هذه الممارسات تؤدي إلى فوضى عارمة في القطاع، وزيادة عدد المحطات المتنقلة والمخازن السرية، مما يهدد السلامة العامة.
وأكد أرباب المحطات أنهم يواجهون منافسة غير عادلة، حيث تقوم الشركات الموزعة ببيع كميات كبيرة من الوقود بأسعار تفضيلية للعملاء الكبار، مما يحد من فرص المحطات في جذب هؤلاء العملاء.
كما أعربوا عن قلقهم بشأن جودة الوقود المبيع في السوق الموازية، مؤكدين أن هذا الوقود قد لا يتوافق مع المعايير المطلوبة، مما قد يؤثر سلبًا على أداء السيارات.
وأشارت الجامعة إلى اكتشافها لعدد من المستودعات السرية التي تبيع الكازوال والبنزين بشكل غير قانوني، وأكدت أنها أصدرت بلاغات عديدة في هذا الشأن، بالإضافة إلى توجيه رسائل للجهات المعنية.
وطالب أرباب المحطات الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لوقف هذه الممارسات غير القانونية، وتنظيم سوق المحروقات، وحماية مصالح المحطات المرخصة.