ثورة محركات البحث: هل ينجح “شات جي بي تي” في الإطاحة بـ”غوغل”؟

ثورة محركات البحث: هل ينجح "شات جي بي تي" في الإطاحة بـ"غوغل"؟"

إبانة24: متابعة

ثورة محركات البحث هل ينجح “شات جي بي تي” في الإطاحة بـ”غوغل”؟”

نعيش في عالم يشبه إلى حد كبير لعبة “بورتال” (Portal)، حيث تجد البطلة “تشيل” نفسها

في بيئة معقدة تهيمن عليها أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة مثل “غلادوس” (GlaDOS)،

والتي تضع أمامها تحديات تتطلب مرونة كبيرة وإبداعا مستمرا.
في هذا العصر الرقمي الذي يشهد تطوراً تكنولوجياً سريعاً، نواجه عالمًا يتغير بسرعة تقوده أنظمة ذكية تعيد تشكيل واقعنا،

ما يضعنا أمام اختبارات يومية لمدى قدرتنا على التأقلم والإبداع لمواكبة هذا التقدم المتسارع.

وسط هذا التحول، أصبح البحث عبر الإنترنت جزءاً لا غنى عنه من حياتنا اليومية.

ومنذ أكثر من عقدين، سيطر محرك البحث “غوغل” على هذا المجال، حيث استحوذ على حصة سوقية تقارب 91.62%

وفقاً لأحدث تقرير صادر عن منصة “ستات كاونتر” (Statcounter).

لكن مع ظهور “شات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” (OpenAI)، الذي قدم أداة بحث مبتكرة،

بدأت ملامح حقبة جديدة من المنافسة تظهر، قد تعيد تشكيل مشهد البحث على الإنترنت.

عصر جديد للبحث التفاعلي مع “شات جي بي تي”

في 31 أكتوبر الماضي، أحدثت “أوبن إيه آي” ضجة كبيرة في عالم الذكاء الاصطناعي بإعلانها

عن ميزة البحث الجديدة في “شات جي بي تي” (ChatGPT Search)،

وذلك في منشور على منصة “إكس” الذي شاهده حوالي مليوني شخص في وقت قياسي.

تم دمج هذه الميزة بشكل مباشر في واجهة “شات جي بي تي” للمشتركين في “شات جي بي تي بلاس” (ChatGPT Plus) الذين يدفعون 20 دولاراً شهرياً، بينما وعدت الشركة بتوفيرها للجميع في الأشهر القادمة.

أوضحت “أوبن إيه آي” أن هذه الميزة تعتمد على نسخة معدلة من “جي بي تي-4 أو” (GPT-4o)، تم تدريبها باستخدام تقنيات جديدة لتوليد البيانات الاصطناعية، بما في ذلك تقطير المخرجات من “أوبن إيه آي- أو 1 بريفيو” (OpenAI o1-preview).

وقالت “أوبن إيه آي” على موقعها الرسمي أن البحث يعتمد على مزودي خدمات بحث خارجيين بالإضافة إلى شركائها، لتقديم المعلومات الدقيقة للمستخدمين.

شات جي بي تي

استخدام “شات جي بي تي” للبحث على الويب يختلف قليلاً عن المعتاد، حيث يقوم بتصفح الإنترنت للبحث عن معلومات ذات صلة في الوقت الفعلي، ثم ينظمها ويختصرها لتقديم إجابة متماسكة.

ما يعني أن المستخدمين يمكنهم طرح الأسئلة التي كانوا يطرحونها عادة في “غوغل” مثل

“متى موعد السوبر بول؟” أو “ما هي أفضل الأماكن للزيارة في المغرب؟”، وستظهر الإجابات في شكل محادثة مرفقة بروابط للمصادر لتوجيههم إلى المواقع المشار إليها.

كما ذكرت “أوبن إيه آي” في مدونتها أن “الحصول على إجابات موثوقة عبر الإنترنت كان يتطلب الكثير من الجهد، بما في ذلك البحث المتعدد والتمحيص في الروابط لاستخراج المصادر ذات الجودة”.

وأضافت أن “شات جي بي تي” يساعد في تقديم إجابة أفضل من خلال استفسارات أكثر طبيعية، حيث يعتمد على السياق الكامل للمحادثة ليقدم إجابة دقيقة.

تفاعل الخبراء مع بحث “أوبن إيه آي”

في تعليق عبر البريد الإلكتروني، أثنى “كونر غرينن”، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في جامعة نيويورك،

على نموذج البحث الجديد، مشيراً إلى أن “غوغل” لم يعد معيار البحث الوحيد. وقال إن “شات جي بي تي” يقدم إجابة سريعة بلغة طبيعية ويعتمد على واجهة شبيهة بـ”بربليكسيتي” (Perplexity)، مع الإشارة إلى المصادر التي استند إليها في الإجابة.
أما “سابرينا رامونوف”، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أبدت إعجابها بالمصادر الموثوقة التي يستند إليها “شات جي بي تي” في تقديم إجابات، لكنها فضلت “بربليكسيتي” في تركيزها على مصادر معينة، مثل البحث في منصات التواصل الاجتماعي أو المحتوى المرئي.

هل سيؤدي “شات جي بي تي” إلى إنهاء هيمنة “غوغل”؟

مع تزايد الإعلانات والمحتوى غير المرغوب فيه في نتائج “غوغل”، يعد “شات جي بي تي” بتقديم تجربة بحث أكثر سلاسة ووضوحاً. لأول مرة، يوجد ما ينافس “غوغل” في سوق محركات البحث.
في استجابة لذلك، بدأت “غوغل” في إدخال ميزات الذكاء الاصطناعي على محرك البحث الخاص بها بالتعاون مع شركائها في “أوبن إيه آي” لتغذية نتائج البحث.

واعتبر بعض خبراء الذكاء الاصطناعي أن البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” يوفر قيمة أكبر للمستخدمين مقارنةً بـ”غوغل”، حيث يُقلل من تأثير الإعلانات على الإيرادات.
وأشار “غرينن” إلى أن “غوغل” لن يختفي بسبب “شات جي بي تي” بل سيطور محرك البحث ليشمل المزيد من الميزات التفاعلية والذكاء الاصطناعي.

هل يمكن استبدال “غوغل” بـ”شات جي بي تي” على متصفحك؟

يمكن للمشتركين في “شات جي بي تي بلاس” فقط استخدام ميزة البحث عبر الإنترنت حتى الآن، ولكن إذا كنت ترغب في استبدال “غوغل” بمحرك “شات جي بي تي” في متصفح “كروم” أو “إيدج”، يمكنك تثبيت إضافة المتصفح المخصصة لذلك.
وفي متصفح “إيدج”، سيتعين عليك أولاً تمكين الإضافة، حيث ستظهر رسالة تحذيرية عند محاولة تثبيتها.

بينما لا يزال هناك بعض القيود في المتصفحات الأخرى مثل “سفاري” و”فايرفوكس”، فإن مشهد البحث على الإنترنت يتغير بسرعة مع ظهور أدوات مثل “شات جي بي تي”، ويظل السؤال قائمًا: هل سيستمر المستخدمون في استخدام “غوغل” أم سيحولون ولاءهم إلى أداة جديدة؟”

اقرأ أيضا:

كاتغوّتي يحرك النقاش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top