إبانة24: متابعة
من المعارضة المسلحة إلى صدارة المشهد السوري .. من هو أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني”
هوية وشخصية مثيرة للجدل
أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، شخصية سورية صنعت الجدل بمسيرتها وخياراتها. كان في طليعة الأحداث خلال لحظة فاصلة من تاريخ سوريا، حيث قاد هيئة تحرير الشام في معاركها وأعاد تشكيل التحالفات العسكرية والسياسية، ليتحول إلى وجه بارز في المعارضة السورية.
المولد والنشأة
وُلد أحمد حسين الشرع عام 1982 في الرياض لعائلة سورية منحدرة من الجولان المحتل. نشأ في دمشق وسط بيئة متوسطة ذات توجهات ليبرالية، والتحق بكلية الطب لفترة قصيرة قبل أن تتغير حياته جذريًا مع انتقال والده إلى العراق عقب خلافات سياسية مع النظام السوري.
البداية في العراق والاعتقال
وصل الجولاني إلى العراق عام 2003، قبيل الغزو الأمريكي، منخرطًا في صفوف تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي. اعتقلته القوات الأمريكية لاحقًا، ليقضي سنوات في سجون مثل أبو غريب وبوكا، قبل أن يُطلق سراحه عام 2008. بعد الإفراج عنه، عمل مع تنظيم “دولة العراق الإسلامية”، حيث تقلّد مناصب قيادية وبرز كأحد القادة الميدانيين.
العودة إلى سوريا وتأسيس النصرة
مع اندلاع الثورة السورية، عاد الجولاني ليؤسس جبهة النصرة، التي أصبحت لاحقًا فرع القاعدة في سوريا. لكن الخلاف مع أبو بكر البغدادي حول إعلان تنظيم “داعش” أدى إلى قطيعة بين الطرفين ومعارك ميدانية بين النصرة وداعش، استنزفت المعارضة السورية.
تطورات هيئة تحرير الشام
في عام 2016، أعلن الجولاني فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة، وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، قبل أن تندمج لاحقًا في هيئة تحرير الشام. الهيئة ركزت على محاربة القاعدة وداعش، واستطاعت السيطرة على إدلب وإنشاء حكومة الإنقاذ السورية لإدارة المنطقة.
معركة “ردع العدوان” والإطاحة بالأسد
في نوفمبر 2024، قادت هيئة تحرير الشام مع فصائل المعارضة معركة كبرى ضد نظام الأسد. خلال أسبوع واحد، تمكنت المعارضة من السيطرة على حلب، حماة، ودمشق، مُعلنة نهاية نظام الأسد. ظهر الجولاني بخطاب يدعو للوحدة الوطنية والالتزام بالقيم الإسلامية والإنسانية.
ظهور إعلامي وتحولات خطابية
قبل الإطاحة بالنظام بأيام، ظهر الجولاني في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، مؤكدًا أن هدفه إقامة دولة ديمقراطية تستند إلى اختيار الشعب ومؤسساته. أشار إلى فشل التدخلات الإيرانية والروسية في إنقاذ النظام، معتبرًا أن سقوطه كان حتميًا.
بهذا المسار، تظل شخصية الجولاني محورًا للجدل والتحليل، حيث تحول من قائد ميداني إلى لاعب سياسي يسعى لإعادة تشكيل المشهد السوري وفق رؤية جديدة.