إبانة24: متابعة
استهداف الإسلام في أصوله وفشل المشاريع اللادينية..
إن استهداف الإسلام في أصوله قديم لكنه يتجدد، وتتجدد الأساليب والطرق التي ينتهجها أعداؤه الخارجيون،
أو الداخليون من “الطابور الخامس”، الذي تولى كبره العلمانيون في البلدان الإسلامية.
فالإسلام معروف بتأثيره التاريخي والعميق، ليس في المسلمين، بل حتى في الحضارات والشعوب التي احتكت به منذ ظهوره وحتى يومنا هذا،
على مر العصور والمراحل، والبلدان والقارات، وهذا ما جعل الحاقدين، والماكرين بهذا الدين الذي أنار العالم،
بتعاليمه الربانية، بل أضاء كهوف خفافيش الظلام، فأقض مضاجعهم، يتصدون لمواجهة هذا الدين الإلهي بكل الوسائل والطرق.
هذا التأثير الكبير على المجتمعات والشعوب، جعل الإسلام يتعرض لمحاولات عديدة لاستهداف أصوله والتشكيك في تعاليمه،
وهذه المحاولات اتخذت أشكالاً متعددة، منها ما هو عسكري متمثلا في الحروب الصليبية، وما هو فكري وسياسي وكذلك إعلامي،
ومع ذلك، فإن الإسلام أثبت قدرته على الصمود والتأقلم والتجدد في مواجهة هذه التحديات.
فإذا رجعنا إلى العصور الوسطى، نجد محاولة بعض الفلاسفة والفرق الباطنية، من داخل العالم الإسلامي أو خارجه،
التي حاولت التشكيك في بعض مبادئ الإسلام وأصوله، وإدخال طقوس وثنية عليه، كما فعل شاؤول اليهودي بدين النصارى،
لكن نجد علماء الإسلام واجهوا هذه التحديات بطرق علمية ومنطقية، بفكر إسلامي جبار، فند شبه هؤلاء المنتحلين وفضح سرائرهم،
التي يغذيها الحقد على الإسلام كحق اليهودي شاؤول على المسيح عيسى عليه السلام.
بعد هذا الفشل غير اللادينيون جلدهم وارتدوا عباءة الاستشراق التي برزت في القرون الأخيرة،
كحركة أكاديمية تهدف لدراسة الشرق وثقافاته، بما في ذلك الإسلام، حيث حاول المستشرقون تشويه صورة الإسلام،
وإحياء الحركات التي اندرست ومحي رسمها ووجودها بين المسلمين، كالمعتزلة والباطنية،
وبعض الأفكار التي قضى عليها علماء الإسلام في وقتها بردود وافية وكافية.
الامبريالية الاستعمارية
ثم جاءت الامبريالية الاستعمارية، بخيلها ورجلها، لتفرض أفكارها العلمانية، بقوة الحديد والنار، وترسم قيمها وثقافتها في المجتمعات الإسلامية،
محاولة منها لمسخ الأمة وتغيير مبادئها، وثوابتها، مستعينة بأنظمة سياسية علمانية،
تم تعبيد الطريق لها إلى قصور الخلافة والملوك، عبر انقلابات مدروسة، والأحداث التاريخية شاهدة على ما وقع في الخلافة العثمانية،
والمملكات العربية والذبح والقتل الذي تعرضت له الأسر الحاكمة بكل وحشية،
هذه الوحشية التي تذكرنا بالوحشية التي جاءت بها الثورة الفرنسية وفتكها بأسرة “آل بوربون”،
والثورة الشيوعية ووحشيتها في تصفية أسرة “رومانوف”، وغيرهما..، فقامت هذه أنظمة التي فرضت فرضا على الشعوب الإسلامية، وبدعم غربي علماني، بإعلان العلمانية وترسيمها دستوريا كما فعل اليهودي “كمال أتاتورك” في تركيا بعد إسقاطه للخلافة العثمانية، وكذا في تونس على يد بورقيبة.
ولا يمكن أن نغفل الدور الخطير الذي لعبه الإعلام في العصر الحديث، وحملاته الممنهجة التي تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وذلك من خلال نشر الشبه، وفتح المجال للطابور الخامس، وإقصاء العلماء المصلحين من المشهد، بالإضافة إلى الميزانيات الضخمة التي تمنح للإنتاجات الفنية، لنشر الأفكار العلمانية الشاذة..
لكن على ضعف الأمة نسجل ردود أفعال مشرفة إزاء جل المشاريع التي يطمح من يقف وراءها إلى قلب الحقائق، أو معالجة الواقع بمنظار علماني، واقصاء الدين وهوية المجتمع الإسلامي الضاربة في القدم، وكذلك ما تقوم به “مراكز الدراسات” القديمة كمؤمنون بلا حدود، بتمويل مشبوه، ومحاولة من دولة أبناء زايد لخلق إسلام على مقاس دولتهم المجهرية، و”مؤسسة تكوين الفكر العربي” المصرية المنشأ، إماراتية التمويل كذلك، التي جمعت بين شذاذ الأفاق من العلمانيين المتطرفين الذين يدعون إلى الإلحاد والفوضى، والشذوذ والانحلال وغيرهما.
فهذه الأمة تمرض ولكن لا تموت، فرغم كل هذه المحاولات، والميزانيات الضخمة، التي تكرس لخدمة اللادينية، نجد الإسلام صامدا في وجهها، بفضل الحفظ الإلاهي أولا، ثم بقدرة هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان، وكذلك برجال مصلحين، تحركهم غيرتهم على هذا الدين إلى دفع هذه الهجمات، والتصدي لهاته المناورات، بتصفية أصوله من الشوائب، وإعادته إلى مشربه الأصيل.
اقرأ أيضا:
قرار تاريخي و غير مسبوق من الفيفااللهم صيبا نافعا.. تساقطات رعدية بهذه الجهات المدونة من يمعن في إقصاء العلماء من النقاش العمومي؟
السلطان عبد الحميد وأطماع الصهاينة في القدس
دور الحركة الصهيونية في سقوط الخلافة العثمانية
المدرسة المغربية ومسلسل الإصلاح.. متى ينتهي الارتباك؟
تسريبات تعديل المدونة ومطالب بفتح تحقيق
محلل المغربي بنيج على”بي إن سبورتس” ينفعل على المباشر بسبب مخرج نهائي الكونفدرالية (فيديو)