استيراد الماشية بالمليارات وأسعار اللحوم تواصل الاشتعال.. من المستفيد؟
تواجه الحكومة المغربية موجة من الانتقادات الحادة بسبب سياساتها المتعلقة باستيراد رؤوس الماشية، حيث قررت تعليق الرسوم الجمركية وتقديم دعم مالي مباشر للمستوردين، دون أن ينعكس ذلك إيجابيًا على أسعار اللحوم في الأسواق المحلية، التي ظلت مرتفعة رغم هذه الإجراءات.
وفي هذا السياق، كشفت بيانات مكتب الصرف عن قفزة غير مسبوقة في واردات الماشية خلال عام 2024، حيث بلغت قيمتها 5.576 مليار درهم، مقارنة بـ 2.857 مليار درهم في عام 2023، مما يعكس زيادة ضخمة تصل إلى 2.719 مليار درهم، أي ما نسبته 95.2%.
وتشير هذه الأرقام إلى أن الحكومة استوردت خلال عام واحد ما يعادل ضعف قيمة الواردات المسجلة في السنة السابقة، وسط تساؤلات حول المستفيدين الحقيقيين من هذه العمليات ومدى شفافيتها.
كما أظهرت إحصائيات أخرى صادرة عن مكتب الصرف أن فاتورة استيراد الماشية خلال يناير 2025 بلغت 449 مليون درهم، مقارنة بـ 124 مليون درهم في الفترة ذاتها من عام 2024، أي بزيادة قدرها 325 مليون درهم.
وتأتي هذه الزيادة في إطار إعفاء استيراد رؤوس الماشية من الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى الدعم المالي الموجه لمستوردي الأغنام بمناسبة عيد الأضحى، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا حول انعكاسات هذه التدابير على أسعار اللحوم، خصوصًا في ظل استمرار ارتفاعها رغم التدفق الكبير للواردات.
ورغم هذه الطفرة في الاستيراد، لم يلحظ المواطنون أي انخفاض في أسعار اللحوم، ما زاد من حالة الاستياء وأثار تساؤلات بشأن نجاعة الرقابة الحكومية على مسار توزيع اللحوم المستوردة وضمان استفادة المستهلكين منها بأسعار معقولة.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بأن القطيع الوطني شهد انخفاضًا حادًا، حيث تراجع بنسبة 38% ليصل إلى 18 مليون رأس فقط، ما يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها قطاع تربية المواشي في المغرب.
ويرى خبراء أن الحكومة مطالبة بالكشف عن آليات توزيع اللحوم المستوردة، وضمان عدم وقوع السوق تحت سيطرة المضاربين، مع تعزيز الرقابة لضمان نزاهة عمليات الاستيراد وتحقيق الفائدة المرجوة للمواطنين.
يُذكر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا، قبل أيام، المواطنين إلى الامتناع عن ذبح أضحية العيد هذا العام، نظرًا للتراجع الكبير في أعداد رؤوس الماشية وتأثير ذلك على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
اقرأ أيضا: