التقارب المغربي الإيراني .. شروط معقدة ومعوقات مستمرة؟؟

التقارب المغربي الإيراني .. شروط معقدة ومعوقات مستمرة؟؟

بانة24: متابعة

التقارب المغربي الإيراني .. شروط معقدة ومعوقات مستمرة؟؟

في الآونة الأخيرة، تطرقت تقارير إعلامية إلى إمكانية حدوث تقارب بين المغرب وإيران، على غرار ما حدث بين الرياض وطهران،

لإنهاء القطيعة الدبلوماسية الممتدة لسنوات. هذه القطيعة جاءت بسبب اتهامات المغرب لإيران بدعم جبهة البوليساريو عسكريًا،

عبر وسيطها “حزب الله” اللبناني. وقد أثار هذا الحديث تساؤلات حول جدية هذا التقارب المرتقب،

ومدى توفر الظروف السياسية والاستراتيجية اللازمة له في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

محددات العلاقات المغربية الإيرانية

يرى محللون أن أي تطبيع محتمل بين البلدين مرهون بجملة من العوامل، أبرزها ملف الصحراء الذي يشكل أولوية سيادية للمغرب.

إذ تعتبر الرباط هذا الملف خطًا أحمر، خاصة في ظل الدعم الإيراني المستمر لجبهة البوليساريو. ويأتي هذا في وقت يسعى فيه المغرب لتثبيت سيادتها الوطنية ومواجهة التحديات الأمنية والفكرية، مع الحفاظ على تحالفاتها الإقليمية.

ويرى الخبراء أن الفجوة الواسعة بين السياسة المغربية ونهج إيران في المنطقة تجعل التقارب صعبًا، حيث ترتبط العلاقات الدبلوماسية بقضايا استراتيجية معقدة تمس الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا.

رؤية الخبراء

يرى الخبير الدولي شادي عبد السلام أن الحديث عن تقارب قريب بين الرباط وطهران غير واقعي في ظل غياب أرضية مشتركة للحوار السياسي. وأكد أن قرار المغرب بقطع العلاقات كان مدروسًا استراتيجيًا بهدف مواجهة التمدد الإيراني في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن سياسات إيران المبنية على “تصدير الثورة” ودعم الميليشيات المسلحة تتعارض تمامًا مع نهج المغرب.

وأضاف عبد السلام أن المغرب يضع سيادته على الصحراء ضمن أولوياته العليا، ولا يمكنه قبول أي محاولة لاستغلال هذا الملف أو التدخل في شؤونه الداخلية. ودعا إيران لاتخاذ خطوات عملية لوقف دعمها لجبهة البوليساريو والتوقف عن التعاون مع “حزب الله” في هذا السياق.

مواقف وتحالفات

من جانبه، يرى الباحث جواد القسمي أن أي تقارب مغربي إيراني يتطلب إعادة تقييم المواقف الاستراتيجية للطرفين، مشيرًا إلى أن السيادة المغربية على الصحراء تبقى المحدد الأساسي لأي تقارب محتمل. وأضاف أن البعد المذهبي والخلافات العقائدية تشكل عائقًا إضافيًا، حيث يرفض المغرب أي محاولات لنشر التشيع داخل أراضيه.

وأكد القسمي أن العلاقات الدولية تُبنى على المصالح المتغيرة، ولكنها تظل مشروطة بمدى استجابة إيران للشروط المغربية، والتي تشمل وقف دعم البوليساريو، والامتناع عن التدخل الديني، وضمان ألا تؤثر أي خطوات تقاربية على علاقات المغرب مع حلفائه الإقليميين والدوليين.

هذا ويبدو أن عودة العلاقات بين المغرب وإيران مرهونة بمدى استعداد طهران لتقديم ضمانات جدية تلبي شروط الرباط، مع مراعاة التحولات الجيوسياسية في المنطقة وتأثيراتها على الأمن والاستقرار الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top