اللحوم الحمراء في المغرب .. الأسعار ترتفع والمواطنون يبتعدون!
يعاني عدد من مهنيي تجارة اللحوم الحمراء من تراجع المبيعات في الآونة الأخيرة، ويعزون ذلك إلى الارتفاع الكبير في الأسعار الذي أثر على قدرة المستهلكين على شراء هذه المنتجات الأساسية في المائدة المغربية. وقد طالب هؤلاء المهنيون بضرورة تكثيف المراقبة على تجار الجملة ونشاط المستوردين، مشيرين إلى أن قرار استيراد اللحوم لم يؤثر بعد في تخفيض الأسعار.
حنان، جَزَّارة في سوق البلادية بالدار البيضاء، أشارت إلى أن “نشاطنا شبه متوقف في الوقت الحالي بسبب الارتفاع المبالغ فيه للأسعار”، مؤكدة أن “القدرة الشرائية للمواطنين تراجعت بشكل كبير، مما جعلهم غير قادرين على شراء اللحوم الحمراء التي ارتفعت أسعارها بشكل لافت”.
وأضافت حنان أن “ثمن لحم العجل، على سبيل المثال، وصل إلى 120 درهمًا للكيلوغرام، وأحيانًا نضطر لتخفيض الأسعار وتقليص أرباحنا من أجل بيع المنتجات وتجنب بقاء اللحوم دون مبيعات في المحلات”.
أما بالنسبة للحم الأغنام، فقد أضافت أن “أسعارها تجاوزت 140 درهمًا للكيلوغرام، في حين استقر سعر لحم الجمل عند 130 درهمًا للكيلوغرام”، موضحة أن “السبب الرئيس لهذا الغلاء هو قلة العرض وزيادة الطلب”.
ودعت حنان الحكومة إلى تسريع وتنوع الحلول لمواجهة هذه الأزمة التي تسببت في تراجع نشاط تجار اللحوم الحمراء وقلة استهلاك المواطنين لها بسبب الأسعار المرتفعة. كما أكدت أن “الحل الذي قدمته الحكومة بشأن استيراد اللحوم المجمدة لا يخدم مصلحة المهنيين، وينبغي التفكير في استيراد القطعان الحية بدلاً من ذلك”.
إلغاء عيد الأضحى
واقترحت حنان منع ذبح النعاج لتقوية القطيع الوطني، مع تشديد العقوبات على المخالفين لهذا القرار، معتبرة أن “إلغاء عيد الأضحى قد يكون أحد الحلول الفعالة لضمان توفير قطيع كافٍ في المستقبل”.
من جهته، أكد محمد، جَزَّار في نفس السوق، أن “أسواق اللحوم الحمراء أصبحت شبه خالية من المواطنين بسبب ضعف الإقبال الناتج عن الغلاء الفاحش”، مشيرًا إلى أن “الانخفاض الذي تحدث عنه الحكومة في الأسعار لا يزال غير ملموس في الأسواق المحلية”.
وأوضح محمد أن “أسعار الجملة لم تتغير بعد إجراءات الحكومة، ولا يزال التجار يشترون اللحوم بنفس الأسعار المرتفعة السابقة”، مشيرًا إلى أن “الغالبية العظمى من الجزارة تأثرت بشكل كبير جراء هذا الارتفاع المبالغ فيه”.
من جانبه، قال عبد الله، مهني في تجارة اللحوم الحمراء، إن “عادات الاستهلاك تغيرت بشكل ملحوظ في ظل هذا الغلاء، فالكثير من الناس الذين كانوا يشترون كيلوغرامًا أصبحوا الآن غير قادرين على شراء أكثر من نصف كيلوغرام”.
وأكد عبد الله على ضرورة مراقبة استيراد وبيع اللحوم المستوردة والمجمدة، مشيرًا إلى أن “هناك من يستغل هذه الظروف لرفع الأسعار بشكل غير مبرر وتحقيق أرباح طائلة”.
اقرأ أيضا: