المرزوقي: غزة تحترق من رماد الربيع العربي

إبانة24: متابعة

المرزوقي: غزة تحترق من رماد الربيع العربي

أعرب الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، عن اعتقاده بأن ما تشهده غزة من معاناة اليوم يُعد من النتائج الأخيرة لفشل مشروع الربيع العربي، مشيرًا إلى هشاشة الواقع العربي الراهن، الذي يراه هشًا ومفتقرًا للمصداقية والهيبة.

وفي مداخلة مرئية خلال افتتاح فعاليات الجامعة الربيعية التي نظمتها فيدرالية اليسار الديمقراطي بمدينة الجديدة، يوم الجمعة 18 أبريل 2025، انتقد المرزوقي النموذج السياسي الموروث عن العهد الاستعماري، واصفًا إياه بالسلطوي والفاسد، ومتهمًا إياه بالإخفاق في دعم القضية الفلسطينية على نحو فعّال في ظل الظروف الحالية.

كما أشار المرزوقي إلى أن الانقسام العميق بين التيارين العلماني والإسلامي في العالم العربي أدى إلى تفتيت المجتمع وإضعاف حيويته، موضحًا أن هذا الصراع أجهض فرصًا عديدة للتغيير، وأدى إلى قطيعة داخلية بين فئات تعتبر بعضها البعض متطرفة أو رجعية، ما كان له أثر سلبي على الثورة التونسية، وفق تعبيره.

وأكد أن التقدم نحو ديمقراطية حقيقية يستوجب تجاوز هذا الانقسام الهوياتي والسياسي، داعيًا إلى الإقرار بالتعدد والتنوع الذي يميز المجتمعات المغاربية والعربية، حيث يمكن أن يتعايش المحافظ والتقدمي في إطار مشترك.

وحذر المرزوقي من أن الإصرار على إقصاء الآخر لا يؤدي إلا إلى النزاعات، وقد يفتح الباب أمام حرب أهلية تقضي على أي تجربة ديمقراطية ناشئة، مشددًا على أن استمرار هذا النهج يعني فشل أي مشروع ديمقراطي في المنطقة بسبب رفض أحد الأطراف للآخر.

وفي ظل التحولات العالمية المتسارعة، من تغير المناخ إلى الذكاء الاصطناعي وإعادة رسم التوازنات الدولية، عبّر المرزوقي عن قلقه من ضعف الدولة العربية أمام هذه التحديات، في وقت يعيش فيه المجتمع تحت ضغوط داخلية مستمرة، وسط طبقة سياسية ما زالت تتشبث بأنماط قديمة لم تعد صالحة لمعالجة الأزمات الجديدة.

ودعا إلى استرجاع روح الربيع العربي وأهدافه الجوهرية، والمتمثلة في بناء دولة مؤسسات قائمة على القانون، وضمان المواطنة الكاملة، والتخلص من ذهنية “الرعية” التي كرسها الاستبداد، كما شدد على أهمية إحياء مشروع الاتحاد المغاربي، الذي يرى أنه لن يتحقق إلا بسقوط الأنظمة السلطوية، كما حدث في التجربة الأوروبية.

واختتم المرزوقي مداخلته بالتأكيد على أن المشروع الديمقراطي المنشود في العالم العربي لا بد أن يكون ذا أبعاد اجتماعية وسيادية واتحادية ووطنية، ولن يرى النور ما لم يكن هناك وعي جماعي بضرورة تجاوز الانقسامات والانعتاق من قبضة الاستبداد، تمهيدًا لبناء فضاء مغاربي ديمقراطي يتسع للجميع.

اقرأ أيضا:

ahmad ahmad

Recent Posts

أمطار الخير تعانق مختلف مناطق المغرب… مقاييس قياسية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة!

إبانة24: متابعة أمطار الخير تعانق مختلف مناطق المغرب… مقاييس قياسية خلال الـ 24 ساعة الأخيرة! أفادت…

9 ساعات ago

بنك المغرب يُعلن أسعار صرف العملات ليوم الخميس 30 أكتوبر 2025

إبانة24: متابعة بنك المغرب يُعلن أسعار صرف العملات ليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 شهدت أسعار صرف…

12 ساعة ago

استقرار نسبي في أسعار النفط

إبانة24: متابعة استقرار نسبي في أسعار النفط شهدت أسعار النفط، اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025، حالة…

12 ساعة ago

“طحن الورق بدل القمح”.. تصريح يُشعل الجدل ويدفع النيابة العامة للتحرك!

إبانة24: متابعة طحن الورق بدل القمح .. تصريح يُشعل الجدل ويدفع النيابة العامة للتحرك! أصدر الوكيل…

13 ساعة ago

أجواء خريفية بالمملكة.. زخات مطرية خفيفة ورياح بالأطلس والريف!

إبانة24: متابعة أجواء خريفية بالمملكة.. زخات مطرية خفيفة ورياح بالأطلس والريف! تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية…

يوم واحد ago

عودة الغيث بعد طول انتظار.. الشمال المغربي ينتعش بالأمطار!

إبانة24: متابعة عودة الغيث بعد طول انتظار.. الشمال المغربي ينتعش بالأمطار! شهدت عدة مناطق من المملكة…

يوم واحد ago