تقرير عن ثروة نواحي ورزازات
أفادت منصة الطاقة المتخصصة في شؤون التعدين، أن المغرب دخل مرحلة جديدة من الاهتمام العالمي بمعدن النحاس، بعد إعلان شركة “المغرب للمعادن الإستراتيجية” الكندية نتائج مشجعة لبرنامج العينات الميدانية في منطقة تيفرنين جنوب شرق مدينة ورزازات.
وذكرت المنصة أن النتائج أظهرت معدلات مرتفعة من النحاس، ما يشير إلى وجود احتياطيات كبيرة قد تعزز مكانة المغرب في أسواق التعدين العالمية. ويغطي موقع تيفرنين مساحة تقدّر بـ16 كيلومترًا مربعًا، وتحتفظ الشركة بحق الاستحواذ الكامل على المشروع، ما يمهّد الطريق لاستثمارات واعدة.
يركّز برنامج الاستكشاف على ثلاثة مواقع رئيسية، أكبرها “إس تي 1” الذي يمتد لأكثر من 600 متر بعرض يصل إلى 11 مترًا، إضافة إلى “إس تي 2″ و”إس تي 3” بأبعاد تتراوح بين 100 و110 أمتار مع عروض أقل نسبيًا. وتعتبر المنصة هذه الاكتشافات دفعة قوية للقطاع المعدني الوطني، إذ يمكن لتعزيز إنتاج النحاس أن يسهم في تنويع الموارد وتقليل الاعتماد على الصناعات التقليدية في الاقتصاد المحلي.
جمعت الشركة 14 عينة قَطعية من “إس تي 1”، وأجرت تحاليل على 76 عينة فردية، إضافة إلى 5 عينات سطحية من “إس تي 2 و3″، وأرسلت جميعها إلى مختبر “أفريلاب” في مراكش للفحص المتخصص. وأظهرت النتائج أن خمس عينات قطعية تجاوزت نسبة 1% من النحاس، مع قيمة قصوى بلغت 2.30%، بينما أظهرت ثلاث عينات أخرى نسبًا أعلى من النحاس المؤكسد، مما عزّز ثقة المستثمرين بإمكانات الموقع.
وجود الذهب
لم تقتصر النتائج على النحاس، إذ كشفت التحاليل عن وجود الذهب في 42 عينة بنسبة تتجاوز 0.05 غرام/طن، مع قيمة قصوى بلغت 0.30 غرام/طن، إضافة إلى 13 عينة تحتوي على الزنك بنسبة تتجاوز 0.50%، بينها عينة استثنائية بلغت 17.75%، ما يعكس الطبيعة البوليمعدنية للمشروع ويعزز جدواه الاقتصادية.
وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس تطوير الأعمال بالشركة، بيير-أوليفييه غوليه، إن النتائج تؤكد وجود تراكيز عالية من النحاس، وأن الموقع يمثل فرصة واعدة لمشروعات استكشاف طويلة الأمد قائمة على أسس علمية. وأضاف أن نسب الذهب والزنك اللافتة تدعم الطابع البوليمعدني للموقع، وقد تجعل من تيفرنين مشروعًا رائدًا يجمع بين أكثر من معدن استراتيجي.
وتخطط الشركة لمرحلة جديدة من الاستكشاف تشمل خرائط جيولوجية تفصيلية وحفر تجريبي، لتأكيد استمرار التمعدن وتحديد أهداف تطوير إضافية. ويقع موقع تيفرنين على مقربة من مشروع BMR الذي تمتلك الشركة خيار الاستحواذ عليه، ما يتيح فرص تطوير مشاريع تعدين متكاملة.
ويتميز الموقع بسهولة الوصول عبر الطريق الوطنية N9 بين ورزازات وزاكورة، ما يقلل تكاليف النقل ويزيد من كفاءة العمليات اللوجستية، بينما تشير التحليلات الجيولوجية إلى أن الصخور الريوليتية والأنديسيتية المتواجدة في الموقع، مع الفوالق الموجهة شرق-شمال شرقي إلى غرب-جنوب غربي، توفر بيئة مواتية لتمعدن النحاس في المغرب، مرتبطة بالعروق المعدنية داخل الصخور البركانية.
وبفضل هذا الإعلان، ارتفع سهم الشركة بنسبة 12.5% في بورصة تورنتو للمشروعات الناشئة، متجاوزًا مؤشرات النحاس والزنك العالمية، مما يعكس ثقة الأسواق في مستقبل مشاريع النحاس المغربية.
اقرأ أيضا: