رمضان .. ارتفاع واردات المغرب من التمور المصرية مع تراجع الإنتاج المحلي والقطيعة الدبلوماسية
شهدت واردات المغرب من التمور المصرية ارتفاعًا ملحوظًا لتلبية احتياجاته قبيل حلول شهر رمضان الذي يفصلنا عنه أقل من شهر، حيث أصبحت التمور المصرية بديلاً للتمور الجزائرية والتونسية، والتي كانت تُعتبر تاريخيا المصدر الرئيسي للتمور في المغرب.
وفقًا لتقرير صادر عن منصة “فريش بلازا” المتخصصة في الشؤون الفلاحية، يعود هذا التوجه نحو التمور المصرية إلى عدد من العوامل، أبرزها تراجع الإنتاج في تونس بسبب الأمطار الغزيرة التي أثرت على جودة المحاصيل، بالإضافة إلى تأثر السوق المغربية بالقطيعة الدبلوماسية مع الجزائر.
تستحوذ التمور المستوردة على نسبة 90% من السوق المغربية، بينما لا تشكل التمور المحلية سوى 10% فقط. ويُلاحظ أن استهلاك التمور يرتفع بشكل كبير خلال شهر رمضان، مما يجعل الإنتاج المحلي غير كافٍ، لا سيما في ظل الظروف الجافة التي تؤثر على المناطق الرئيسية لزراعة النخيل في المغرب.
وحول أسعار التمور، أفادت منصة “فريش بلازا” أن الأسعار حاليًا قد ارتفعت بنسبة تتراوح بين 30% إلى 50% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع توقعات بزيادة تصل إلى 80% مع اقتراب شهر رمضان نتيجة للارتفاعات في الأسعار في دول المنشأ.
ويُعتبر المغرب ثاني أكبر مستورد للتمور في العالم بعد الهند، حيث استورد أكثر من 120 ألف طن في الموسم الماضي، مع استمرار هذا الارتفاع في الواردات هذا الموسم، حيث بلغت 103 آلاف طن بين أكتوبر 2023 ومارس 2024، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل أكبر في الفترة المقبلة، التي تشهد ذروة استيراد التمور عالميًا.
ومن المتوقع أن تتصدر مصر هذا الموسم قائمة الدول المصدرة للتمور إلى المغرب بعد أن حققت صادرات قياسية في الفترة من أكتوبر 2023 إلى مارس 2024، حيث تجاوزت صادراتها الإجمالية في الموسم الماضي البالغة 33 ألف طن.
يُذكر أن المغرب قد شهد زيادة في إنتاجه المحلي من التمور بنسبة تفوق 50% بين عامي 2010 و2021، ليحتل المرتبة 14 عالميًا في إنتاج هذه الفاكهة، إلا أن الإنتاج المحلي لا يزال غير كافٍ لتلبية الطلب المتزايد، خاصة خلال شهر رمضان، مما يجعل البلاد تعتمد بشكل كبير على الواردات.
اقرأ أيضا: