رمضان وسط الركام: موائد الإفطار في غزة شاهدة على الصمود

إبانة24: متابعة

رمضان وسط الركام: موائد الإفطار في غزة شاهدة على الصمود

مع حلول أذان المغرب في أول أيام شهر رمضان، لم يجتمع الفلسطينيون في قطاع غزة حول موائدهم داخل بيوت دافئة كما اعتادوا، بل اضطروا إلى تناول إفطارهم وسط أنقاض منازلهم المدمرة أو داخل خيام لا تقيهم برد الليل ولا حر النهار.

إفطار على أطلال المنازل

مشهد مأساوي رسمته الحرب، حيث جلس الناجون من العدوان الصهيوني الذي استمر لأكثر من 16 شهراً يتناولون وجبتهم الرمضانية الأولى، يحيط بهم الدمار، فيما يفتقدون أحباء قضوا تحت الأنقاض أو في غياهب المجهول.

خيام لا تقي من البرد

في شمال غزة، حيث لم يبقَ أثر للأحياء السكنية، لجأ السكان إلى خيام مهترئة، يعتمدون في غذائهم على معلبات بسيطة تسد رمقهم، بعدما فقدوا كل مقومات الحياة الطبيعية. ففيما مضى، كانت الموائد تجمع العائلات في أجواء دافئة، أما اليوم فقد باتت السماء سقفهم والأرض فراشهم.

رسائل صمود رغم الألم

رغم المأساة، اختار أحد الفلسطينيين أن يفطر برفقة أسرته فوق ركام منزله المدمر، في تأكيد على التمسك بالأرض ورفض التهجير. وفي خان يونس، جنوب القطاع، اضطر آلاف النازحين إلى الإفطار وسط معاناة مستمرة من شح الغذاء والماء، فيما انتشرت مبادرات لتوزيع التمر والماء على الصائمين، في صورة تجسد أصالة الكرم الفلسطيني حتى في أحلك الظروف.

إفطار جماعي بين الأنقاض

في مدينة رفح وحي الشجاعية، جمعت موائد الإفطار الجماعية مئات الفلسطينيين وسط الدمار، حيث اجتمعوا على أمل أن يحمل رمضان بارقة فرج تنهي هذه المأساة المتواصلة.

وجوه غابت عن الموائد

لكن الفراغ الذي خلّفه عشرات الآلاف من الشهداء كان الحاضر الأبرز، إذ لم يمر الإفطار دون دموع وذكريات لأولئك الذين رحلوا، مخلفين مقاعد فارغة وقلوباً مكلومة، ومع استمرار العدوان، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 تجاوز 48 ألفاً و388 شهيداً، فيما صنّفت السلطات القطاع منطقة منكوبة جراء الدمار الهائل.

رمضان ليس كما كان

رمضان غزة لم يعد كما عرفه سكانه، فالتجمعات العائلية التي ميزت لياليه حلت محلها خيام النازحين، فيما حاول الأهالي التمسك بالحياة بتعليق فوانيس على الجدران المتبقية، ورسم جداريات تمنح بصيصاً من الأمل وسط الخراب.

حصار وتجويع متعمد

ورغم الحاجة الماسة، تواصل دولة الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية الضرورية، بما في ذلك 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لإيواء المتضررين، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير الماضي.

وبدعم أمريكي، ارتكب الصهاينة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025 إبادة جماعية في غزة، راح ضحيتها أكثر من 160 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 14 ألف مفقود.

وفي ظل هذه الظروف، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والصهاينة حيز التنفيذ، في مسار تفاوضي من ثلاث مراحل بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية أمريكية، وسط آمال بأن ينهي هذا الاتفاق شيئاً من معاناة قطاع أنهكته الحرب والحصار.

اقرأ أيضا:

ahmad ahmad

Recent Posts

الذهب يكسر حاجز المستحيل

إبانة24: متابعة الذهب يكسر حاجز المستحيل حطم الذهب، اليوم الأربعاء، حاجز 4000 دولار للأوقية لأول مرة…

ساعتين ago

أسعار النفط تصعد مجددًا

إبانة24: متابعة أسعار النفط تصعد مجددًا سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا خلال التداولات المبكرة، اليوم الأربعاء 8…

3 ساعات ago

بنك المغرب يكشف عن آخر تحديث لأسعار العملات الأجنبية أمام الدرهم

إبانة24: متابعة بنك المغرب يكشف عن آخر تحديث لأسعار العملات الأجنبية أمام الدرهم فيما يلي أحدث…

3 ساعات ago

الأسواق تغلي والجيوب تتألم.. الخضر تواصل الارتفاع والمواطن يصرخ!

إبانة24: متابعة الأسواق تغلي والجيوب تتألم.. الخضر تواصل الارتفاع والمواطن يصرخ! تشهد الأسواق المغربية في الأيام…

21 ساعة ago

“ناصر الجن” يختفي… والجزائر تغلي من الداخل!

إبانة24: متابعة “ناصر الجن” يختفي... والجزائر تغلي من الداخل! كشفت قضية اختفاء عبد القادر حداد، الملقب…

22 ساعة ago

الأرصاد تكشف: سحب وأمطار خفيفة ورياح مثيرة للغبار!

إبانة24: متابعة الأرصاد تكشف: سحب وأمطار خفيفة ورياح مثيرة للغبار! تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، بالنسبة…

يوم واحد ago