في ختام هذا العام، إذا كان علينا اختيار شخصية العام بكل استحقاق، فإن غزة وحدها تبرز كأيقونة لا تضاهى، حاضرة بحجم وطن، وروح تتحدى الزمن والمكان.
غزة، هذه البقعة الصغيرة من فلسطين التاريخية، لم تكن مجرد “قطاع” كما يحلو للبعض تسميتها، بل قلب ينبض بالحياة وسط عالم متخاذل. هي ليست خريطة ترسمها حدود، بل فكرة تصارع الموت لتظل شاهدة على معنى الإرادة.
في عام 2024، كانت غزة المسرح المأساوي الذي احتضن أكثر من 40 ألف شهيد، معظمهم أطفال ونساء. هؤلاء لم يكونوا مجرد أرقام، بل أحلام أُطفئت قبل أن تشرق. كل شهيد كان مشروع شاعر، طبيب، أو معلم، ذهب دون وداع، تاركًا وراءه حكايات مغمورة بالغبار.
الدمار في غزة لم يكن مجرد تهشيم للحجارة، بل اغتيال للحياة ذاتها. مستشفيات توقفت عن العمل، ومليونان ونصف المليون من البشر باتوا لاجئين في وطنهم، يكابدون نقصًا في كل مقومات العيش الكريم، حيث الوقود بات حلمًا، والماء عملة نادرة، والكهرباء ذكرى بعيدة.
رغم كل هذا الدمار، بقيت غزة ترسم ملامح الأمل من قلب المأساة. أطفالها يذهبون إلى مدارسهم التي تحولت إلى ركام، يكتبون أحلامهم على الجدران الباقية، يزرعون زهورًا في شرفات محطمة، ويرددون أناشيد الحرية وكأنهم يسخرون من آلة الحرب.
العالم بأسره كان شاهدًا على ما يحدث، لكنه اكتفى بالكلمات الجوفاء. مؤتمرات الأمم المتحدة، بيانات الإدانة، واجتماعات لا تثمر سوى عن المطالبة بالمزيد من الصبر. المنظمات الدولية تراقب بصمت، والدول الكبرى تدير ظهرها.
أما العرب، فقد كانت مواقفهم تتأرجح بين مبادرات خجولة وخيانات صريحة. ورغم ذلك، بقيت غزة صامدة، تجبر الجميع على مواجهة حقيقة مريرة: هناك شعب يُقتل يوميًا، والعالم لا يحرك ساكنًا.
غزة ليست مجرد مدينة أو رمز للمعاناة، بل فكرة لا تموت. هي السؤال الذي يطرحه كل مظلوم في العالم: هل ما زالت هناك كرامة؟
غزة في 2024 كانت مرآة تعكس عجز العالم عن تحقيق العدالة. لكنها، رغم كل شيء، كانت الحكاية التي تجدد الأمل. كانت صوتًا يصرخ في وجه الصمت، وروحًا ترفض الانكسار.
غزة لا تحتاج إلى شفقة العالم، بل تُلهم الإنسانية لتعيد التفكير في قيمها. وفي كل مرة ينهار فيها بيت أو تُهدم مدرسة، تنهض غزة من جديد، لتعلمنا أن المقاومة ليست خيارًا، بل قدر.
غزة شخصية العام 2024 بجدارة، لأنها كتبت تاريخها بالدمع والدم، ورفضت الخضوع رغم كل محاولات الإبادة. غزة هي الحياة التي تأبى أن تموت، والفكرة التي تتجاوز حدود الزمن والمكان.
هي الدعوة المفتوحة لكل إنسان ليعيد تعريف إنسانيته، والرمز الذي يذكرنا بأن الشجاعة ليست كلمات تُقال، بل أفعال تُكتب بدماء الشهداء.
غزة.. حية في قلوبنا، ترفض الموت، وتمنح العالم درسًا في الصمود.
إبانة24: متابعة بشائر الخير قادمة.. الأرصاد تتوقع أمطارا وانخفاضا في درجات الحرارة أفاد الحسين يوعابد، رئيس…
إبانة24: متابعة رفع التعويضات العائلية للقطاع الخاص بأثر رجعي صادق المجلس الحكومي، خلال اجتماعه المنعقد اليوم…
إبانة24: متابعة بلاغ جديد من رئاسة الحكومة انعقد يومه الخميس 30 ربيع الآخر 1447، مُوَافِق 23…
إبانة24: متابعة عقوبات أمريكية تشعل أسواق النفط! شهدت أسعار النفط ارتفاعًا قويًا صباح الخميس 23 أكتوبر…
إبانة24: متابعة هبوط جديد في أسعار الذهب تراجعت أسعار الذهب في التعاملات الصباحية ليوم الخميس 23…
إبانة24: متابعة أسعار صرف العملات مقابل الدرهم المغربي اليوم أصدر بنك المغرب، اليوم الخميس 23 أكتوبر…