إبانة24: متابعة
مؤشرات إيجابية تعيد الأمل في تعافي السدود بعد سنوات الجفاف
شهدت عدة سدود كبرى بالمغرب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ارتفاعًا طفيفًا في منسوب المياه المخزنة، في خطوة تعكس تحسنًا تدريجيًا في الوضعية المائية بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي شملت مختلف مناطق المملكة.
وحسب معطيات رسمية صادرة عن وزارة التجهيز والماء، فقد استفادت ثلاثة سدود رئيسية من زيادات مهمة في حجم المياه، ما يعدّ مؤشرًا إيجابيًا على بداية تعافي الموارد المائية، خاصة بالمناطق التي عانت من خصاص حاد خلال الأشهر الماضية.
ففي سد أحمد الحنصالي بإقليم بني ملال، تم تسجيل زيادة تناهز 470 ألف متر مكعب، لترتفع نسبة الملء إلى 16.5%، وهو من السدود الحيوية التي تزود المناطق الفلاحية بجهة بني ملال خنيفرة.
أما سد بين الويدان بإقليم أزيلال، فقد ارتفع مخزونه بحوالي 120 ألف متر مكعب ليصل مستوى الملء إلى 16% فقط، ما يعكس استمرار الضغط على هذا السد الاستراتيجي رغم التحسن النسبي.
في المقابل، عرف سد المنع سبو بإقليم القنيطرة تحسنًا أوضح، إذ ارتفعت نسبة ملئه إلى 80.6% بعد استفادته من زيادة تقدر بـ 320 ألف متر مكعب، مما يؤكد الوضعية الجيدة نسبيًا للسدود الشمالية مقارنة بنظيرتها في الوسط والجنوب.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يحذر الخبراء من أن الوضع المائي الوطني ما يزال مقلقًا، نتيجة سنوات متتالية من الجفاف ونقص التساقطات المطرية، إلى جانب الضغط الكبير على الموارد المائية بسبب الاستغلال الفلاحي المكثف.
ووفق آخر بيانات الوزارة، فإن نسبة الملء الإجمالية للسدود بالمغرب لم تتجاوز 32% مطلع أكتوبر الجاري، وهي نسبة أدنى بكثير من المعدلات المسجلة خلال العقد الماضي.
وتبقى مناطق الوسط والجنوب (مراكش-آسفي، سوس-ماسة، درعة-تافيلالت) الأكثر تأثرًا بالعجز المائي، حيث تشهد بعض المدن تقييدًا في توزيع مياه الشرب أو ما يعرف بـ“القطع الليلي”.
ولمواجهة هذا التحدي، شرعت الحكومة في تنفيذ المخطط الوطني الاستعجالي للماء، الذي يعتمد على بناء سدود متوسطة وصغيرة جديدة، وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر، ومعالجة المياه العادمة، إضافة إلى عقلنة الاستهلاك المائي، خاصة في المجال الفلاحي المعتمد على الري المكثف.