مناهضو التطبيع: ”طوفان الأقصى” أحبط خطط الاحتلال
أكد منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عبد الحفيظ السريتي، خلال ندوة نظمتها حركة التوحيد والإصلاح أن معركة “طوفان الأقصى” تمثل لحظة تاريخية بارزة في مسيرة الأمة، وجاءت في سياق مواجهة المشروع الصهيوني المدعوم من القوى العالمية، وفي ظل تخلي بعض الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع الاحتلال.
وخلال نفس الندوة التي نظمت يوم السبت 8 فبراير 2025 بالرباط، تحت عنوان “مسارات القضية الفلسطينية ما بعد طوفان الأقصى والدور المطلوب”، شدد السريتي على أن المقاومة الفلسطينية، رغم الضغوط والتحديات، أثبتت صلابتها ووحدتها أمام الاحتلال، الذي تقوده شخصيات متطرفة مثل سموتريتش وبن غفير، واللذين وصفهما بأنهما من أبرز رموز المخططات التي تستهدف المسجد الأقصى.
كما تطرق السريتي إلى ما أسماه بـ”خطة البقرات”، والتي قال إنها استيراد مخطط من الولايات المتحدة يهدف إلى تكريس سياسة الاقتحامات داخل المسجد الأقصى، معتبراً أنها خطوة ضمن سلسلة محاولات الاحتلال لتغيير طابع المسجد وهويته الإسلامية، وأوضح أن الشعب الفلسطيني، في ظل تواطؤ العديد من الأطراف، قرر أخذ زمام المبادرة، ليصنع لحظة فارقة تعكس العزة والكرامة للأمة الإسلامية والعربية.
وأضاف السريتي أن تخاذل الدول العربية عن اللحظة المصيرية حال دون تحقيق نصر أكبر، مشيراً إلى عودة الفلسطينيين إلى مناطقهم المدمرة، متحدّين بذلك سياسات التهجير التي سبق أن اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تناولتها تقارير إعلامية إسرائيلية كشكل من أشكال إعادة رسم الخريطة الديموغرافية للمنطقة.
وفي سياق التحولات الدولية، أشار السريتي إلى أن النفوذ الأمريكي يشهد تراجعاً رغم استمرار قوته، في مقابل صعود دول مثل روسيا والصين، اللتين تعملان على إعادة تشكيل موازين القوى عبر اتفاقيات استراتيجية كبرى. كما لفت إلى وجود تغيرات داخل الولايات المتحدة نفسها، مع بروز حركات احتجاجية طلابية وانتقادات من بعض الشخصيات السياسية تجاه الدعم المطلق للاحتلال.
من جهته، وصف عبد الرحيم شيخي، عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، اتفاق وقف إطلاق النار بأنه “نصر ثانٍ” بعد الإنجاز الذي حققته المقاومة في معركة “طوفان الأقصى”، مشدداً على أن تحدي إرادة الاحتلال وداعميه الأمريكيين يمثل حقاً مشروعاً للفلسطينيين، وللأمة الحق في الاحتفاء بذلك.
وأكد شيخي أن المقاومة الفلسطينية استطاعت الصمود في وجه جيش الاحتلال وحلفائه رغم التواطؤ العربي ومساعي تكريس التطبيع، معتبراً أن صمود الشعب الفلسطيني كان عاملاً حاسماً في فرض معادلات جديدة على الأرض.
وفي ختام مداخلته، دعا إلى تعزيز الدعم الإنساني لمواجهة آثار العدوان، والتصدي لمحاولات تهويد القدس وتهجير الفلسطينيين، إلى جانب الاستمرار في المعركة السياسية والقانونية لحماية الحقوق الفلسطينية. كما شدد على ضرورة مواجهة التطبيع، ودعم حملات المقاطعة، واستثمار زخم الشارع العربي لترسيخ وعي جماهيري يتبنى رؤية استراتيجية للصراع، ويعزز حضور القضية الفلسطينية في وجدان الأمة.
اقرأ أيضا: