“ناصر الجن” يختفي… والجزائر تغلي من الداخل!

nasserr jan
إبانة24: متابعة

“ناصر الجن” يختفي… والجزائر تغلي من الداخل!

كشفت قضية اختفاء عبد القادر حداد، الملقب بـ”ناصر الجن” والرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الداخلي في الجزائر، عن عمق الاضطرابات التي يعيشها النظام الجزائري، وسلطت الضوء على الصراعات الخفية بين مختلف أجهزته الأمنية، وفق ما أفادت به صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير مطول صدر السبت الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن اختفاء “الجن” جاء بعد قرار إقالته ووضعه تحت الإقامة الجبرية في مرتفعات العاصمة الجزائر، في واقعة غير مسبوقة منذ “العشرية السوداء” في تسعينيات القرن الماضي. ولم تصدر أي توضيحات رسمية بشأن مصيره أو ظروف اختفائه حتى الآن.

وأضافت لوموند أن الرئيس عبد المجيد تبون تطرق إلى الموضوع بشكل غير مباشر خلال مقابلة إعلامية، حيث دان ما وصفه بـ“أعمال تخريب” و“شائعات” مصدرها “خونة الداخل”، تهدف إلى بث الفوضى والشك بين المواطنين. وتبنت وسائل الإعلام الرسمية نفس الخطاب، معتبرة ما يُتداول حول هروب “الجن” إلى إسبانيا “أخبارًا زائفة”.

وأكد التقرير أن الحادثة كشفت عن عمق الخلافات داخل دوائر الحكم، خصوصًا بين أجنحة الأجهزة الأمنية والعسكرية المتنافسة على النفوذ، مشيرًا إلى أن اختفاء “الجن” يعكس هشاشة البنية الداخلية للدولة الجزائرية بعد تفكيك جهاز المخابرات (DRS) وتراجع نفوذه في السنوات الأخيرة.

وأوضح المصدر ذاته أن الأزمة الحالية ليست معزولة، بل تأتي في سياق سلسلة من التغييرات المتتالية في هرم القيادة الأمنية منذ انتخاب تبون سنة 2019، حيث تم تعيين وإقالة مسؤولين كبار على رأس المديرية العامة للأمن الداخلي، وجهاز الاستخبارات العسكرية، ومديرية التوثيق والأمن الخارجي، وحتى الدرك الوطني.

وأشار التقرير إلى أن الجيش الجزائري ما يزال القوة الحاسمة في تحديد موازين القوى داخل النظام، وأن أي رئيس مدني، بمن فيهم تبون، مضطر للحفاظ على علاقة متوازنة مع المؤسسة العسكرية التي تمثل العمود الفقري للدولة منذ الاستقلال سنة 1962.

كما ذكّرت “لوموند” بمحاولة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة خلال ولاياته المتعددة إعادة رسم خريطة السلطة لصالحه، إلا أن الصراع بين الرئاسة والاستخبارات والجيش استمر حتى سقوطه عام 2019 تحت ضغط الحراك الشعبي.

وبيّن التقرير أن تبون بدوره اعتمد، بعد توليه الحكم، على عدد من قيادات جهاز DRS السابقين لتثبيت سلطته، من بينهم مهنى جبار وناصر الجن، اللذان توليا لاحقًا قيادة الأجهزة الاستخباراتية الداخلية والخارجية قبل أن تتم إقالتهما.

وختمت الصحيفة بأن التغييرات المتكررة داخل الأجهزة الأمنية تعكس ضعف تماسكها وتراجع القدرة المركزية للنظام على ضبطها، في ظل بروز فصائل متصارعة داخل الجيش والمخابرات، إلى جانب “تعددية سياسية شكلية” لا تملك أي تأثير فعلي على مجريات الحكم، مما يجعل الدولة أكثر هشاشة أمام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top