الحدود التي وضعها الملك لمراجعة المدونة

إبانة24: متابعة

الحدود التي وضعها الملك لمراجعة المدونة

دخل تعديل مدونة الأسرة المغربية مرحلة حاسمة، بعد المهلة التي منحها الملك محمد السادس للجنة التي أمر عزيز أخنوش رئيس الحكومة،

بتكوينها، “بشكل جماعي ومشترك، لكل من وزارة العدل، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ورئاسة النيابة العامة”.

كما تم التأكيد على إشراك و”بشكل وثيق في هذه العملية الهيئات الأخرى المعنية بهذا الموضوع بصفة مباشرة،

وفي مقدمتها المجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة”.

وأن هذا التدخل من الملك جاء حاسما بعد الجدل الذي أثاره وزير العدل عبد اللطيف وهبي بخرجاته المستفزة لمشاعر المغاربة،

والتي كانت مهددة للسلم الاجتماعي الوطني، ومكونه الأساس “الأسرة”.

وقد طمأن الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان،

عموم المواطنين بشأن مراجعة مدونة الأسرة، وموجها رسالة واضحة، لا تقبل التأويلات العلمانية المحرفة للألفاظ عن معانيها،

وقوالبها، وللجنة المكلفة بالإشراف على هذا التعديل، معيدا النقاش حولها إلى سياقه الطبيعي وهو الأسرة،

باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع وواضعا حدودا يستنير بها المشرفون على هذا الورش الحاسم للأمة المغربية.

وأكد الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، رئيس المجلس العلمي الأعلى في خطابه بمقر البرلمان،

أن الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع، حسب الدستور المغربي، معتبرا أن “المجتمع لن يكون صالحا إلا بصلاح الأسرة وتوازنها،

وإذا تفككت الأسرة، يفقد المجتمع البوصلة”.

خطاب الملك أمام البرلمان

وبين الملك أنه يجب أن يستند في تأهيل المدونة على المبادئ الأساسية والتوجهات الرئيسية التي أطرت إعدادها،

والتي حددت مبادئها في خطابه أمام البرلمان المؤرخ في 10 أكتوبر 2003، والذي أكد فيه وبصفته أميرا للمؤمنين أنه لا يمكنه أن يحل ما حرم الله ويحرم ما أحله.

هذا ووجه في نفس الخطاب بالأخذ بمقاصد الإسلام السمحة في تكريم الإنسان والعدل

والمساواة والمعاشرة بالمعروف وبوحدة المذهب المالكي والاجتهاد الذي يجعل الإسلام صالحا لكل زمان ومكان.

وفيما يمكن اعتباره ردا على النسويات اللائي حاولن قرصنة المدونة وجعلها حربا وجودية للمرأة،

جاء في خطابات الملك “عدم اعتبار المدونة قانونا للمرأة وحدها بل مدونة للأسرة أبا وأما وأطفالا،

مؤكدا ذلك في خطاب العرش 2022 حيث قال “الواقع أن مدونة الأسرة، ليست مدونة للرجل، كما أنها ليست خاصة بالمرأة؛ وإنما هي مدونة للأسرة كلها”.

رسالة ملكية

وفي توجيه للجنة التي كلف الملك عزيز أخنوش بتشكيلها، وعبر رسالة ملكية، قال الملك:

“نحن حريصون على أن يتم ذلك، في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي،

وأن يتم الاعتماد على فضائل الاعتدال، والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية.”

كما أن هناك إشارة في نفس الرسالة لحجم التأهيل المنشود في المدونة المعمول بها حاليا،

قال الملك: “يجب أن يقتصر على إصلاح الاختلالات التي أظهرها تطبيقها القضائي على مدى حوالي عشرين سنة،

وعلى تعديل المقتضيات التي أصبحت متجاوزة بفعل تطور المجتمع المغربي والقوانين الوطنية

كما أوضح “أن المرجعيات والمرتكزات تظل دون تغيير”، وحتى لا يقع الالتباس بين أن الأمر يتعلق

“بمبادئ العدل والمساواة والتضامن والانسجام، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف،

وكذا القيم الكونية المنبثقة من الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب”.

كما أن الخطاب الملكي الأخير في افتتاح البرلمان، قطع الطريق على دعاة الفردانية،

ودعاة العلاقات الرضائية، والشذوذ بكل أنواعه، من خلال ثنائية الأسرة والمجتمع،

حيث عبر الخطاب بكل وضوح عن هذه الثنائية بعبارات دالة وقوية حيث قال:

“المجتمع لن يكون صالحا، إلا بصلاحها وتوازنها، وإذا تفككت الأسرة، يفقد المجتمع هويته”.

اقرأ أيضا:

محلل المغربي بنيج على”بي إن سبورتس” ينفعل على المباشر بسبب مخرج نهائي الكونفدرالية (فيديو)

قرار تاريخي وغير مسبوق من الفيفا

اللهم صيبا نافعا.. تساقطات رعدية بهذه الجهات

المدونة من يمعن في إقصاء العلماء من النقاش العمومي؟

تسريبات تعديل المدونة ومطالب بفتح تحقيق

السلطان عبد الحميد وأطماع الصهاينة في القدس

دور الحركة الصهيونية في سقوط الخلافة العثمانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top