مخططات تستهدف المغرب

إبانة24: متابعة

مخططات تستهدف المغرب

يعتبر المغرب دولة محورية في شمال إفريقيا، ولهذا السبب، لم يكن بمنأى عن المخططات الجيوسياسية التي تستهدف إعادة تشكيل الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة،

ومن بين هذه المخططات، يبرز مشروع “الشرق الأوسط الكبير” الذي يتضمن سلسلة من الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى إعادة توزيع القوى والنفوذ في المنطقة،

بدءا من “مخطط برنارد لويس” مرورا بمشروع “كوندوليزا رايس”، وصولا إلى الوضع الراهن.

لفهم الدور الذي يلعبه المغرب في هذه المخططات، من الضروري الرجوع إلى أصول مخطط “برنارد لويس”،

المؤرخ والمستشرق البريطاني-الأمريكي، والذي يعتبر من بين أبرز المفكرين الذين قدموا تصورات حول كيفية التعامل مع العالم الإسلامي بما يضمن استمرار الهيمنة الغربية،

وعلى رأسها الولايات المتحدة، ففي سبعينيات القرن الماضي، طرح لويس فكرة أن العالم العربي

والإسلامي يعاني من مشاكل جوهرية يمكن استغلالها لتفكيك هذه الدول إلى كيانات أصغر قائمة على الانقسامات العرقية والدينية.

كان هدف لويس من تقسيم الدول الإسلامية والعربية إلى وحدات صغيرة هو إضعاف قوتها وتمكين القوى الكبرى من فرض نفوذها عليها بسهولة،

ولم يكن المغرب بمنأى عن هذه التوجهات، إذ يعتبر جزءا من العالم الإسلامي الكبير الذي استهدفه مخطط لويس،

ويعكس هذا المخطط رغبة القوى الغربية في تفكيك دول المنطقة لإضعافها وضمان تبعيتها للغرب.

بعد ثلاثة عقود ومع بداية القرن الواحد والعشرين، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، تحولت أفكار برنارد لويس إلى سياسات

فعلية تبنتها الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش الابن، حيث برز مشروع “الشرق الأوسط الكبير” كمحاولة لتطبيق تلك الأفكار على أرض الواقع.

تغيير الأنظمة السياسية في الشرق الأوسط وتفكيكها

كانت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، كوندوليزا رايس، أحد العقول المدبرة لهذا المشروع،

حيث رأت أن تغيير الأنظمة السياسية في الشرق الأوسط وتفكيكها هو السبيل لضمان “نشر الديمقراطية”؟،

لكن هذه الديمقراطية المزعومة كانت تهدف في الواقع إلى خلق فراغ سياسي،

وزعزعة استقرار الأنظمة القائمة وإحداث تغييرات جذرية قد تؤدي إلى انهيار بعض الدول أو تقسيمها،

لإتاحة الفرصة للقوى الخارجية للتدخل في شؤون الدول وتوجيه مسارها وفقا لمصالحها، وفي الواقع المغرب،

بصفته جزءا من هذا الشرق الأوسط الكبير، لم يكن بمعزل عن هذه التوجهات، وبدوره يواجه تحديات جديدة تتماشى مع ما كان يخطط له في “الشرق الأوسط الكبير”.

وتأتي هذه التحديات في صورة ضغوط دولية وسياسية واقتصادية تهدف إلى زعزعة استقراره وإضعافه،

ومن أبرز الوسائل التي يتم من خلالها استهداف المغرب هي الاستغلال الاقتصادي، لأن المغرب يعتبر دولة غنية بالموارد الطبيعية،

وهو سبب، يجعل بعض القوى تفرض اتفاقيات تجارية واقتصادية مجحفة تهدف إلى استنزاف ثرواته،

بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الأزمات السياسية، مثل قضية الصحراء المغربية، كأداة للضغط على عليه وتطويعه لخدمة أجندات خارجية.

إلى جانب الأبعاد السياسية والاقتصادية، يتعرض المغرب أيضا لهجمة ثقافية واجتماعية تهدف إلى زعزعة هويته الوطنية،

يتم ذلك من خلال الترويج لأفكار دخيلة تسعى إلى إضعاف الهوية الوطنية والقيم والأخلاق وزرع الفتن بين مكونات المجتمع المغربي،

هذه الاستراتيجيات ليست بمنأى عن ما كان يهدف إليه مخطط “برنارد لويس”، الذي سعى إلى تقسيم المجتمعات من الداخل.

إن المغرب يواجه تحديات كبيرة تهدد استقرارها وسيادتها، من “مخطط برنارد لويس” إلى مشروع “كوندوليزا رايس”،

وصولاً إلى الوضع الراهن، فالمغرب يظل في مرمى هذه المخططات التي تسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة، وعلى الرغم من هذه التحديات، يبقى المغرب ملتزما بالحفاظ على استقراره ووحدته الوطنية، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا، ووعيا مجتمعيا وسياسيا لمواجهة تلك المخاطر بحزم وفعالية.

اقرأ أيضا:

قرار تاريخي و غير مسبوق من الفيفا
اللهم صيبا نافعا.. تساقطات رعدية بهذه الجهات
المدونة من يمعن في إقصاء العلماء من النقاش العمومي؟

السلطان عبد الحميد وأطماع الصهاينة في القدس

دور الحركة الصهيونية في سقوط الخلافة العثمانية

حكم غير متوقع في حق مستشار وزير العدل السابق

المدرسة المغربية ومسلسل الإصلاح.. متى ينتهي الارتباك؟

تسريبات تعديل المدونة ومطالب بفتح تحقيق

محلل المغربي بنيج على”بي إن سبورتس” ينفعل على المباشر بسبب مخرج نهائي الكونفدرالية (فيديو)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top