إبانة24: متابعة
المغرب والجزائر .. هل تقترب المنطقة من أتون الحرب؟
لأول مرة، يُصدر المغرب تحذيرًا رسميًا بشأن احتمال اندلاع حرب مع الجزائر، وهو تصريح أطلقه وزير الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، خلال جلسة للجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب. الوزير أكد وجود “مؤشرات” تدل على استعداد الجزائر لجر المنطقة نحو مواجهة شاملة مع المغرب، دون الكشف عن تفاصيل تلك المؤشرات.
رغم غياب التفاصيل، فإن مراجعة الأحداث الأخيرة تشير إلى عدة دلائل تدعو للتساؤل. من أبرزها حشد الجزائر لقواتها العسكرية على الحدود مع المغرب خلال أكتوبر الماضي، بما في ذلك تحريك الفيالق والآليات العسكرية، بالتزامن مع استمرار هجمات ميليشيات البوليساريو على مناطق مدنية في السمارة والمحبس. أضف إلى ذلك، العروض العسكرية الضخمة التي نظمتها الجزائر، حيث استعرضت أنواعًا مختلفة من الأسلحة البرية والبحرية والجوية، بما فيها معدات لم يسبق الكشف عنها.
هذه المؤشرات العسكرية تتزامن مع تصعيد سياسي مستمر بين البلدين، بدأ بقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في صيف 2021، تبعه منع الطيران المغربي، العسكري والمدني، من التحليق فوق أجوائها. ومنذ ذلك الحين، تتصاعد حدة التوتر بشكل ملحوظ.
ومع أن التصعيد بين البلدين ليس جديدًا، فإن تصريح بوريطة يمثل تحولًا لافتًا، حيث لم يسبق لأي مسؤول مغربي أن تحدث بشكل صريح عن استعداد الجزائر لخوض حرب، خلافًا للمسؤولين الجزائريين. فقد أشار رئيس الأركان الجزائري، السعيد شنقريحة، إلى “جاهزية الجيش الجزائري” لمواجهة ما وصفه بـ”العدو الكلاسيكي”، في إشارة ضمنية إلى المغرب. كما سبق للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن صرح بأن قطع العلاقات مع المغرب كان خيارًا بديلًا للحرب، ما يوحي بأن هذا الخيار كان مطروحًا سابقًا.
يبقى السؤال: ما هي المؤشرات التي استند إليها الوزير بوريطة في تحذيره؟ وهل يمكن أن تتحول هذه التوترات إلى مواجهة عسكرية؟ أم أن هناك عوامل إقليمية ودولية قادرة على منع حدوث ذلك؟