وزير الصحة السابق: الوازع الديني قوة دافعة لصحة الفرد والمجتمع

وزير الصحة السابق: الوازع الديني قوة دافعة لصحة الفرد والمجتمع

إبانة24: متابعة

وزير الصحة السابق: الوازع الديني قوة دافعة لصحة الفرد والمجتمع

أكد خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، أن البعد الديني يمثل ركيزة أساسية لدعم الصحة وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الإسلام أسس منهجًا متكاملًا لحماية صحة الإنسان على المستويين الجسدي والنفسي.

وجاء حديث آيت الطالب خلال لقاء تواصلي نظمه المجلس العلمي الأعلى في الرباط يوم الأحد 9 فبراير 2025، حيث شدد على أهمية دمج القيم الدينية في الاستراتيجيات الصحية، نظرًا لدورها في تعزيز السلوكيات الإيجابية وضمان العدالة في الحصول على الرعاية الطبية.

واستهل الوزير السابق مداخلته بالتأكيد على أن الصحة ليست مجرد مسؤولية فردية، بل هي التزام جماعي يتطلب تعاون مختلف الجهات المعنية، موضحًا أن الإسلام أدرج حفظ النفس ضمن المقاصد الشرعية الكبرى التي تشمل أيضًا حفظ الدين، العقل، المال، والعرض.

كما أوضح أن التعاليم الإسلامية تحث على اتخاذ التدابير الوقائية، مثل الطهارة، الاعتدال في التغذية، وتجنب المحرمات كالمخدرات والكحول، مستشهدًا بالحديث النبوي الذي يحث على التداوي ويؤكد أن لكل داء دواء.

الوقاية كأولوية صحية

كما سلط آيت الطالب الضوء على الدور المحوري للوقاية في الحد من انتشار الأمراض، مشيرًا إلى أن الاكتشاف المبكر للسرطان يمكن أن يقلل معدلات الوفيات بنسبة 30%، في حين أن الإقلاع عن التدخين يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف خلال عامين فقط.

وأكد أن اتباع نمط حياة صحي، من خلال ممارسة الرياضة وتناول غذاء متوازن وتجنب العادات الضارة، يسهم في الحد من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

وتناول آيت الطالب أهمية الصحة النفسية، مؤكدًا أن الإيمان يلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق التوازن النفسي وتقليل القلق والاكتئاب، مستشهدًا بالآية الكريمة: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.

كما أوضح أن الصلاة، الذكر، والتأمل تساهم في تهدئة النفس وتعزيز الراحة النفسية، لافتًا إلى أن الخطاب الديني المتزن يمكن أن يكون أداة فعالة لدعم الاستقرار العاطفي وتحفيز الإنتاجية الفردية والمجتمعية.

في سياق آخر، أشاد الوزير السابق بالمبادرة الملكية للحماية الاجتماعية التي أطلقها الملك محمد السادس، معتبرًا أنها تجسد مبادئ التكافل الإسلامي، حيث تضمن الرعاية الصحية للفئات الهشة وتخفف من الأعباء المالية على الأسر.

وأشار إلى أن تعميم التغطية الصحية الأساسية يمكن أن يخفض نفقات العلاج بنسبة تتراوح بين 20% و40%، مما ينعكس إيجابيًا على الصحة العامة ويقلل معدلات الوفيات، مؤكدًا أن الاستثمار في الصحة ليس مجرد التزام اجتماعي، بل استراتيجية اقتصادية تعود بفوائد طويلة الأمد.

كما لم يغفل آيت الطالب التأكيد على تأثير البيئة في الصحة العامة، مشيرًا إلى أن التلوث البيئي يشكل تهديدًا خطيرًا يؤدي إلى وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا نتيجة أمراض الجهاز التنفسي والقلب.

واستشهد بقوله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”، مشددًا على ضرورة تعزيز الوعي البيئي واتخاذ إجراءات للحد من التلوث، حفاظًا على صحة الأفراد واستدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وفي ختام كلمته، أكد خالد آيت الطالب أن تحقيق تنمية شاملة ومستدامة يتطلب رؤية متكاملة تضع الصحة في صلب الاهتمامات، باعتبارها عنصرًا أساسيًا لاستقرار المجتمعات ونهضتها.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top