المغرب على أعتاب ثورة دفاعية: أول مصنع إفريقي للدرونات التركية

المغرب على أعتاب ثورة دفاعية: أول مصنع إفريقي للدرونات التركية

إبانة24: متابعة

المغرب على أعتاب ثورة دفاعية: أول مصنع إفريقي للدرونات التركية

كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن المغرب يخطط ليكون أول بلد في إفريقيا يحتضن مشروعًا لإنتاج الطائرات المسيرة التركية، من خلال إنشاء شركة “أطلس ديفنس”، التي تم تسجيلها رسميًا لدى المحكمة التجارية بالرباط، وفق إعلان قانوني نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 29 يناير 2025.

وأثار تسجيل الشركة تساؤلات بشأن هوية ملاكها، قبل أن يتضح أنها تعود للأخوين حلوك وسلجوق بيرقدار، اللذين يُعدّان من أبرز الشخصيات في مجال الصناعات الدفاعية بتركيا. ويشغل حلوك، البالغ 46 عامًا، منصب الرئيس التنفيذي لشركة “بايكار”، بينما يعمل شقيقه سلجوق كمدير تقني، إلى جانب كونه صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأوضحت الصحيفة أن العلاقة بين المغرب والأخوين بيرقدار ليست جديدة، إذ سبق للجيش المغربي أن اقتنى حوالي 20 طائرة بيرقدار TB2 منذ 2021، حيث يتم استخدامها في الصحراء المغربية ضد عناصر جبهة “البوليساريو” الانفصالية. كما عزز المغرب ترسانته الجوية بالحصول على طائرات “آقنجي”، التي تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاعات شاهقة وحمل ذخائر أكثر تطورًا.

ورغم عدم صدور إعلان رسمي عن طبيعة أنشطة “أطلس ديفنس”، إلا أن الوثائق المتعلقة بتأسيسها تكشف أن الشركة ستركز على “تصميم وتصنيع وتطوير وصيانة الطائرات بدون طيار”، مما يعزز التكهنات حول نية تركيا إنشاء وحدة إنتاج محلية لهذه الطائرات في المغرب.

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن الخبير الدفاعي نزار دردابي قوله إن المغرب قد يتحول إلى مركز إقليمي لإنتاج الطائرات التركية، نظرًا للطلب المتزايد عليها في شمال وغرب إفريقيا، بفضل تكلفتها الاقتصادية مقارنة بجودتها العالية.

وأشارت “لوموند” إلى أن عدة دول إفريقية، من بينها ليبيا والنيجر ونيجيريا وتشاد والطوغو وتونس، اقتنت طائرات بيرقدار TB2، ما يعكس تنامي الحضور التركي في القارة الإفريقية على المستويات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية.

وتماشياً مع هذا التوجه، لفتت الصحيفة إلى أن تركيا عززت وجودها في إفريقيا عبر مضاعفة عدد سفاراتها منذ عام 2008، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين أنقرة والدول الإفريقية إلى 32 مليار دولار في 2023، وهو ما يجسد طموحها في تعزيز نفوذها بالمنطقة.

ووفقًا لموقع “ميليتاري أفريكا”، فإن أكثر من نصف الطائرات المسيرة في إفريقيا متمركزة في شمال القارة، حيث يمتلك المغرب نحو 230 طائرة، ما يجعله ثاني أقوى قوة في هذا المجال على مستوى القارة، فيما تأتي الجزائر في المرتبة الخامسة بامتلاكها حوالي 120 طائرة.

وأبرزت الصحيفة أن هذا السباق نحو تعزيز أسطول الطائرات المسيرة مرتبط جزئيًا بالنزاع حول الصحراء المغربية، وهو ما دفع المغرب والجزائر إلى تسريع تطوير ترسانتهما الجوية. ويعكس هذا التنافس زيادة كبيرة في الميزانيات الدفاعية لكلا البلدين، حيث رفعت الجزائر مخصصاتها العسكرية لعام 2025 إلى نحو 24 مليار يورو (240 مليار درهم)، في حين خصص المغرب 13 مليار يورو (130 مليار درهم) لتعزيز قدراته الدفاعية، مما يجعل التوجه نحو تصنيع الطائرات محليًا خيارًا طبيعيًا في ظل التحديات الإقليمية الراهنة.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top