المغاربة لَبَاسْ عليهم .. أرقام تضليلية أم واقع مر؟

المغاربة لَبَاسْ عليهم .. أرقام تضليلية أم واقع مر؟

إبانة24: متابعة

المغاربة لَبَاسْ عليهم .. أرقام تضليلية أم واقع مر؟

نناقش في هذا المقال أرقامًا رسمية قدمتها مندوبية التخطيط حول متوسط الدخل السنوي للأسر في المغرب، سواء على المستوى الوطني أو حسب الوسطين الحضري والقروي، لكن يبدو أن هذه الأرقام تتعارض بشكل واضح مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه نحن معظم المغاربة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية التي تُعتبر من بين أكبر التحديات التي تواجه البلاد.

نطرح الأرقام الرسمية أولا:
    • وفقا للمندوبية السامية للتخطيط، فإن متوسط الدخل السنوي للأسر بلغ 89.170 درهم على المستوى الوطني.
    • بالنسبة للأفراد، بلغ متوسط الدخل السنوي 21.949 درهم.
    • هناك فجوة واضحة بين الوسطين الحضري والقروي:
      • الوسط الحضري: متوسط دخل سنوي للأسر 103.520 درهم (26.988 درهم للفرد).
      • الوسط القروي: متوسط دخل سنوي للأسر 56.047 درهم (12.862 درهم للفرد).
ملاحظة أولى: التفاوت الاجتماعي الحاد:
    • النص يشير إلى أن حوالي 7 أسر من كل 10 (71.8%) لديها دخل سنوي أقل من المتوسط الوطني.
    • هذا الرقم أعلى بكثير في الوسط القروي حيث تصل النسبة إلى 85.4%، بينما تنخفض قليلاً في الوسط الحضري لتبلغ 65.9%.
ملاحظة ثانية: تناقض الأرقام مع الواقع:

ارتفاع نسبة الفقر وعدم المساواة:

    • على الرغم من الأرقام الرسمية التي تشير إلى ارتفاع متوسط الدخل، إلا أن الواقع يكشف عن وجود نسبة كبيرة من السكان تعاني من الفقر والهشاشة وضعف مستوى المعيشة.
    • العديد من الأسر في المغرب تعتمد على دخل يومي لا يتجاوز 100 درهم، مما يبين الهوة الساحقة بين المغاربة والمتوسط الذي ذكرت المندوبية، الأمر الذي يجعل من الصعب تحقيق مستوى معيشة لائق.

التفاوت بين الأرقام والإحساس العام بالضغط المالي:

    • غالبية المغاربة يشعرون بأن تكاليف المعيشة تتزايد باستمرار، سواء بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية أو الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم وغيرها.
    • هذا الشعور يتعارض مع الأرقام التي تشير إلى زيادة متوسط الدخل، مما يثير تساؤلات حول كيفية حساب هذه الأرقام ومدى تمثيلها للواقع ومدى صحتها.

عدم مراعاة التفاوتات الجغرافية والاجتماعية:

    • النص لا يأخذ بعين الاعتبار التفاوتات الكبيرة بين المناطق الحضرية والمدن الكبرى من جهة، والمناطق القروية والنائية من جهة أخرى.
    • الأسر في المناطق القروية تعاني من ضعف البنية التحتية وقلة فرص العمل، مما يجعل من الصعب تحقيق دخل كاف لتلبية الاحتياجات الأساسية.

تأثير الديون والاستدانة:

    • العديد من الأسر المغربية تعتمد على الاستدانة لتغطية النفقات اليومية، مما يعني أن متوسط الدخل الحقيقي قد يكون أقل بكثير مما هو معلن.
    • هذا الأمر لا يظهر في الإحصائيات الرسمية، ولكنه يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة الفعلية للأسر.

البطالة والعمل غير المهيكل:

    • نسبة كبيرة من العاملين في المغرب يعملون في القطاع غير المهيكل، مما يعني أن دخلهم غير مستقر وغير مضمون.
    • هذا القطاع لا يتم أخذه بعين الاعتبار بشكل كامل عند حساب متوسط الدخل، مما يؤدي إلى تضخيم الأرقام الرسمية.
ملاحظة ثالثة: أسباب التناقض:

طرق الحساب والإحصاء:

    • قد تكون الأساليب المستخدمة لحساب متوسط الدخل غير دقيقة أو غير شاملة.
    • التركيز على الأرقام المتوسطة قد يغطي التفاوتات الكبيرة بين الأغنياء والفقراء.

غياب بيانات شاملة:

    • عدم وجود بيانات دقيقة عن الأسر ذات الدخل المنخفض أو التي تعتمد على الاستدانة.
    • غياب تفاصيل عن كيفية توزيع الدخل داخل الأسر.

التأثير السياسي والاقتصادي:

    • هناك احتمال أن تكون هذه الأرقام تُستخدم لأغراض سياسية أو اقتصادية، مثل تقديم صورة إيجابية عن الاقتصاد المغربي.

بعد هذه الملاحظات تبدو الأرقام الرسمية متفائلة وتتحدث عن ارتفاع متوسط الدخل السنوي للأسر، إلا أن الواقع المعاش يختلف تماما، معظم الأسر المغربية تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك البطالة، الفقر، ارتفاع تكاليف المعيشة، والتفاوتات الاجتماعية، لذلك، من الضروري إعادة النظر في طرق حساب الدخل ومراجعة السياسات الاقتصادية لضمان تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية وتحسين مستوى المعيشة لجميع المواطنين.

الأرقام الرسمية لا تعكس الواقع الحقيقي لدخل الأسر المغربية بسبب التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والتحديات التي تواجهها الأسر ذات الدخل المحدود.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top