ارتجاج الأرض واهتزاز الوعي: هل استعدنا للزلازل أم لا زلنا ننتظر الكارثة؟
إبانة24: متابعة ارتجاج الأرض واهتزاز الوعي: هل استعدنا للزلازل أم لا زلنا ننتظر الكارثة؟ شهدت مناطق واسعة من المغرب هزة أرضية جديدة في وقت متأخر من الليل، أعادت إلى الأذهان ذكريات زلزال الأطلس الكبير الذي لم تندمل جراحه بعد، الأرض ارتجّت تحت أقدامنا، أو بالأحرى تحت أسرّتنا، بينما كانت الجدران تتراقص وتتمايل وكأنها تحكي قصة قديمة ولكنها لم تُنس، وحالت الألطاف الإلاهية، هذه المرة حيث لم تسفر الهزة عن خسائر بشرية أو مادية كبيرة، لكن الخوف كان حاضراً بقوة. الخوف، وليس الضرر، هو ما سيطر على السكان، العديد من العائلات استيقظت فجأة على اهتزاز الأرض، فأسرعت لحمل بعض الملابس الدافئة وخرجت إلى الشوارع مذعورة خشية انهيار المنازل. هذا السلوك لم يكن مستغرباً، خاصة وأن جروح زلزال الأطلس الكبير لا تزال نازفة، حيث يعاني كثيرون من تداعيات تلك الكارثة ويواجهون صعوبات الحياة في العراء. لكن هذه التجربة الجديدة أثارت أسئلة جوهرية حول مدى استعدادنا كمجتمع لمواجهة مثل هذه الكوارث، هل نملك أنظمة إنذار مبكر فعالة؟ وهل لدينا برامج تعليمية لتوعية المواطنين بكيفية التصرف أثناء الزلازل؟ الإجابة المؤلمة هي أن هناك الكثير مما يجب القيام به. دور المعهد الوطني للجيوفيزياء في سياق الهزة الأخيرة، برز دور المعهد الوطني للجيوفيزياء بشكل واضح ومميز، مديره، ناصر جبور، كان في مستوى المسؤولية، حيث قدم تواصلاً شفافاً وفعالاً مع الجمهور، وأعلن المعلومات العلمية بسرعة ودقة، كما أن الإعلام العمومي أظهر تحسناً ملحوظاً مقارنة بما حدث في 8 سبتمبر 2023. القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية تعاملت مع الحدث بشكل علمي، واستقت المعلومات مباشرة من المصدر الرسمي بدلاً من الاعتماد على بلاغات إدارية متأخرة. ضرورة تطوير أدوات الإنذار المبكر رغم هذه الجهود، لا يزال هناك نقص واضح في وجود نظام وطني فعال للإنذار المبكر، لماذا لا يتم توفير تطبيق رسمي يمكن للمغاربة من خلاله تتبع النشاط الزلزالي بشكل دائم؟ مثل هذه التطبيقات موجودة بالفعل على الهواتف الذكية، لكنها ليست محلية الصنع، بإمكان المغرب أن يطور تطبيقاً وطنياً يتيح للمواطنين التحقق من الأخبار المتعلقة بالهزات الأرضية، ويقطع الطريق على الشائعات والأخبار الزائفة التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. التربية على مواجهة الكوارث جانب آخر يستحق الاهتمام هو التربية على مواجهة الكوارث الطبيعية، كيف يمكننا تجهيز المجتمع بالمعرفة اللازمة لحماية نفسه؟ التعليم الوقائي يجب أن يكون جزءاً أساسياً من المناهج الدراسية، حيث يتم تعليم الأطفال والمراهقين كيفية التصرف أثناء الزلازل، مثل الاحتماء تحت الطاولات، تجنب النوافذ، والخروج الآمن من المباني، بالإضافة إلى ذلك، يجب تنظيم تدريبات دورية في المدارس والشركات لتعزيز الاستعداد المجتمعي. أنظمة الإنذار المبكر: تجارب دولية ناجحة على المستوى العالمي، هناك أمثلة ملهمة يمكن للمغرب الاستفادة منها، اليابان، على سبيل المثال، طورت نظاماً متقدماً للإنذار المبكر يعتمد على شبكة واسعة من أجهزة قياس الزلازل، هذا النظام يرسل تنبيهات عبر التلفزيون، الراديو، والهواتف المحمولة، مما يمنح السكان ثوانٍ إلى دقيقة كاملة لتحضير أنفسهم قبل وصول الهزة الرئيسية. في الولايات المتحدة، تعمل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية على نظام مشابه في الساحل الغربي، يرسل تحذيرات عبر تطبيقات الهواتف الذكية وشبكات النقل العام، حتى المكسيك لديها نظام يعمل منذ عام 1991، يعتمد على أجهزة استشعار تغطي الساحل الغربي للبلاد. خطوات نحو المستقبل المغرب لديه كل الإمكانيات لتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال، الأمر لا يتعلق فقط بتوفير التقنيات الحديثة، بل أيضاً بتغيير العقلية والتركيز على الوقاية بدلاً من الانتظار حتى تقع الكارثة. إذا كنا قادرين على الاستثمار في الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، فعلينا أن نولي نفس القدر من الاهتمام لسياسات الوقاية من الكوارث الطبيعية. في عصر التكنولوجيا المتقدمة، لم يعد من المقبول أن نبقى عاجزين أمام الزلازل والكوارث الطبيعية، المغرب قادر على بناء نظام شامل للإنذار المبكر، وتوعية المواطنين، وتطوير البنية التحتية لتصبح أكثر مقاومة للزلازل، كل ما نحتاجه هو الإرادة السياسية والاستثمار الصحيح في هذا المجال الحيوي. اقرأ أيضا: كاتغوّتي يحرك النقاش أين اختفت الحكومة؟؟.. المغاربة بين لهيب الأسعار وأزمة العطش جشع النفوذ وصراخ العدالة.. القاضية مليكة العمري في مواجهة مصير مؤلم نشرة انذارية حمراء.. أمطار رعدية قوية تهدد عدة أقاليم في المغرب اليوم أمطار غزيرة وزخات رعدية قوية تضرب عدة أقاليم.. تحذيرات بالأحمر والبرتقالي! هل تحمل قنبلة في جيبك؟ الهواتف الذكية تتحول إلى أدوات قتل صامتة! تغير في الأحول الجوية
ارتجاج الأرض واهتزاز الوعي: هل استعدنا للزلازل أم لا زلنا ننتظر الكارثة؟ Read Post »