حق المقاومة لا يُساوَم
إبانة24: متابعة حق المقاومة لا يُساوَم كأنما يعيد التاريخ نفسه، فنجد أنفسنا اليوم في مفارقة غريبة، مضطرين للدفاع عن حق المقاومة في الوجود أمام من يُفترض أنهم أقرب الناس إلينا، وكأننا في مزاد علني نصب نصبا وتعالت أصوات المتزايدين فيه حتى عم الضجيج على صوت العقل والمنطق، نحاول أن نبرر حقنا في الدفاع عن أنفسنا لمن لا يعرفون من الوطن سوى اسمه، ويلقون باللوم على الضحية كلما حاولت أن ترفع رأسها وترفض الاستسلام. كتبت بعض النخب لإقناع من يراقبون من بعيد بأن عليهم الدفاع عن الموقف والمبدأ والضمير، حاولوا أن يوضحوا لهم كيف أن الاحتلال بدأ بقتل الأبرياء وارتكاب المجازر قبل ولادة حماس أو حزب الله، ناشدوهم أن ينتبهوا للجرائم والانتهاكات التي تُمارس في الضفة الغربية حيث لا وجود لسيطرة حماس. لكن يبدو أن النداء يذهب سدىً لمن لا حياة فيهم، مؤلم ومثير للشفقة أن نجد أنفسنا نُفسر لأبناء جلدتنا أن الدفاع عن الديار في مواجهة المعتدين ليس عملاً فوضويًا أو اندفاعًا غير محسوب، بل هو واجب وشرف لا يسقط بمرور الزمن. أتعجب من الذين يستنكرون مقاومة الفلسطينيين واللبنانيين، ويعطوننا دروسًا في “ضبط النفس”، وكأن ذلك الشاب الذي يواجه الدبابة بعبوة ناسفة لم يفعل ذلك إلا تأثرًا بمنشور قرأه من مغربي يشيد بشجاعة المقاومين! هؤلاء لا يدركون أن المقاومين لم يولدوا لإقناع العالم بعدالة قضيتهم، بل ليكتبوا بدمائهم قصيدة الحرية، ويعيدوا صياغة العالم وفق رؤيتهم، لا وفق منطق من يرضون بالاستسلام. يطالبنا البعض بأن نكون كأننا في أمسية أدبية نقرأ الشعر على صوت القنابل والانفجارات! يريدون منا أن نُلطّف مواقفنا وأن نجعل الثوار يبدون كمثقفين يجيدون استخدام الكلمات الناعمة في مواجهة الظلم، لأن “اللباقة” هي ما يليق في زمن الانكسار! الصمت خير ومن لا يشارك في المقاومة ولا يرفع صوته في وجه الظلم، له الحق أن يبقى في صمته، بينما الآخرون يواصلون كتابة قصائد الكرامة بأفعالهم. أقصى درجات السخرية أن يطالب البعض الضحية بأن تتحلى بـ”السلوك الحسن” أمام جلادها، وأن يدافعوا عن رواية الظالم ليبقى الطغيان مستتراً خلف قناع العدالة المزيفة. يطالبون الضحية بأن تتجاهل آلامها وكأن الألم يجب أن يُقدَّم بطريقة لائقة لتناسب ذوق من يتفرجون من بعيد. يريدون ضحايا صامتة، لا ترفع صوتها حين تُظلم، ولا تصرخ حين تُهان. كأنهم لم يسمعوا عن البطل عبد الكريم الخطابي الذي بقي، رغم نفيه، رمزاً للمقاومة والإلهام للثوار، كأنهم لم يقرؤوا عن عسو أو بسلام الذي صمد في وجه الجيش الفرنسي بجبال الأطلس، وعن موحا أوحمو الزياني الذي صنع نصراً عظيماً بمعركة الهري رغم الظروف الصعبة. هؤلاء الأبطال لم يترددوا في مواجهة الاستعمار بكل قوة، وبقوا رمزاً للصمود والكرامة، فليتعلّم دعاة الاستسلام من تضحياتهم ومن دمائهم التي روت أرض الوطن. أيها المتباكون على جثث الأطفال، أين كنتم حينما كانت قلوبهم الصغيرة تتوقف تحت أنقاض المنازل المهدمة؟ لماذا لم تُرفع أصواتكم إلا بعدما أصبحت المأساة جزءاً من عناوين الأخبار؟ التهجير والإبادة لم يتوقفا، ولم تكن المقاومة يوماً مجرّد رد فعل، بل كانت دفاعاً عن حقٍ أساسي في الحياة والكرامة. تعلموا من التاريخ أن المذعنين دائماً يُداسون في النهاية، وأن من يخضع للظلم لن يفلت من قسوته أبداً. اقرأ أيضا: أين اختفت الحكومة؟؟.. المغاربة بين لهيب الأسعار وأزمة العطش جشع النفوذ وصراخ العدالة.. القاضية مليكة العمري في مواجهة مصير مؤلم نشرة انذارية حمراء.. أمطار رعدية قوية تهدد عدة أقاليم في المغرب اليوم أمطار غزيرة وزخات رعدية قوية تضرب عدة أقاليم.. تحذيرات بالأحمر والبرتقالي! هل تحمل قنبلة في جيبك؟ الهواتف الذكية تتحول إلى أدوات قتل صامتة! الشباب المغربي بين عري التكنولوجيا وعري الواقع: مأساة حقيقية بلا مجاز