إبانة24: متابعة
ترامب جديد مختلف؟؟!!
يشي التفاعل الكثيف حول بعض المواضيع برغبة في التمسك بقراءات تقليدية تعتمد على قناعات راسخة، في حين يسعى آخرون إلى فهم الأحداث بشكل أعمق،
وهذا هو الحال اليوم مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عقب انتخابات 5 نونبر 2024.
نحن أمام شخصية مألوفة تنتمي للحزب الجمهوري، ندرك توجّهاته الكبرى السياسية والفكرية،
إنه الشخص ذاته الذي عايشه العالم كرئيس للولايات المتحدة من 2016 حتى 2020، ومع ذلك، من غير المنصف إسقاط تصورات قديمة تعود لأعوام مضت، فقد كان ترامب يظهر على الساحة السياسية منذ 2014 كمرشح محتمل.
فوز ترامب هذا العام على المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس يحمل دلالات جديدة، فلم يعد ترامب نفس السياسي الذي فاز على هيلاري كلينتون في 2016، أو الرجل الذي انهزم أمام جو بايدن في 2020. والعامل الأبرز الذي يدعو للتأمل هو أن عودته للرئاسة تأتي بدوافع داخلية أمريكية بحتة، ما يجعل السياسة الخارجية مسألة ثانوية بالنسبة له، وإن كانت ستبقى متأثرة بحسابات مصالح الولايات المتحدة.
الصحافة والمراكز البحثية خلصت إلى أن التصويت كان موجها ضد الديمقراطيين أكثر من كونه دعما لترامب، فالأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها الحزب الديمقراطي، وعلى رأسها توجيه حملاته للأمريكيين السود وتحفيزهم، أثارت قلق الكتلة المسيحية البيضاء، كما أسهمت الخطابات الموجهة لـ”اللاتينوس” في تعزيز دعمهم لترامب هرباً من الأفكار الليبرالية اليسارية التي فروا منها في بلدانهم الأصلية.
ترامب 2024 يختلف بوضوح عن صورة رجل الأعمال والإعلامي التي كان يروج لها سابقاً. اليوم، بات خطابه أشد صلابة ويعبر عن القواعد الشعبية التي تدعمه، معتبراً السياسة الخارجية مجالاً لحماية الأمن القومي من التهديدات الخارجية، مثل الصين وإيران، بدلاً من الانخراط في النزاعات الدولية.
بالنسبة لنا في المغرب، تبدو هذه العودة إيجابية، إذ أن التحالفات المغربية مع الحزب الجمهوري قد تؤدي إلى تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة وأن ترامب كان الرئيس الذي أقرّ بسيادة المغرب على الصحراء.