كاتغوّتي؟! يحرك النقاش

كاتغوّتي؟! يحرك النقاش

إبانة24: متابعة

كاتغوّتي يحرك النقاش

ما يتصدر الحديث والأحداث في الآونة الأخيرة بين الناس وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، أو الحكم القاسي بحق الزميل الصحفي حميد المهداوي، ولا حتى رفض الحكومة برفع الضرائب عن بعض الشركات ومنها تلك التي يمتلكها رئيس الحكومة في مجال توزيع الوقود، بل هناك فيديو قصير، يحمل عبارة “كاتغوّتي؟!”، يحظى باهتمام واسع ويثير تفاعلاً كبيراً متصدرا التراند المغربي.

يتعلق الفيديو بطفل بريء يجيب معلمته حين تسأله إن كان ما كتبه هو حركة “ضمّة” بسؤال استنكاري، مشيراً إلى صدره بإصبعه قائلاً: “كاتغوّتي؟!”. ورغم تراجعه في البداية عن استنكاره بعد أن أكدت له أنها لم تصرخ عليه، إلا أنه بعد حوار سريع حول حركة الضمّة، عاد ليعبر عن اعتراضه بشكل أقوى، مشيراً إلى أهمية مخاطبته بلطف، وملوحاً باللجوء إلى “المعلمة” في حال تكررت نبرة التوبيخ.

انتشار هذا المقطع أثار نقاشاً حول أساليب التربية الحديثة، إذ يعكس رغبة جديدة في المجتمع نحو التعامل مع الأطفال بأسلوب يحترم مشاعرهم ويسمع تساؤلاتهم، بعيداً عن نمط التربية القديمة التي كانت تستند إلى سلطة الكبار المطلقة، والتي كانت تلجأ غالباً إلى التوبيخ أو العقاب كوسيلة “لتقويم” سلوك الأطفال. وقد لاقى سلوك الطفل استحساناً من جمهور الشابكة، واعتبره البعض مؤشراً على تحول إيجابي نحو تعزيز الاحترام المتبادل بين الصغار والكبار.

التفاعل الكبير مع هذا المقطع يعكس رغبة مجتمعية في الابتعاد عن الأساليب التربوية التقليدية التي تتسم بالتوبيخ والصراخ، ويعبر عن ميل نحو التربية بالحوار وتبادل الاحترام، وتشجيع الأطفال على التعبير بحرية دون خوف أو ضغط. كما أن مشهد الطفل وهو يعبر عن مشاعره بتلقائية يعكس مفهوماً جديداً للتربية الحديثة، إذ أصبح الطفل يُطالب بحقه في المعاملة باحترام بعيداً عن السلطة القاسية.

سؤال “كاتغوّتي؟!” يعبر عن تنامي الثقة بالنفس لدى الجيل الجديد، وعن إصرارهم على فهم الأسباب وراء الأفعال التي يتلقونها، مما يشير إلى نمط تربوي جديد يركز على تنمية القدرات الفكرية والنقدية للأطفال، وتشجيعهم على مساءلة من حولهم بأدب.

ويسلط هذا المقطع الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي حول أساليب التربية وطرق التواصل داخل المدارس، ويشير إلى توجه مجتمعي لتبني قيم تحترم مشاعر الأطفال وتعزز من قدرتهم على التعبير عنها.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top