استقالة جديدة في الاتحاد الاشتراكي احتجاجا على تصريحات لشكر حول حماس
قرر محمد خليفة، الكاتب المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بابن جرير، تقديم استقالته من جميع هياكل الحزب، وذلك كرد فعل على التصريحات التي أدلى بها الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، والتي حمل فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.
وفي بيان له، أوضح خليفة أن قراره بالانسحاب النهائي من الحزب، حيث كان يشغل منصب الكاتب المحلي لفرع ابن جرير، جاء نتيجة تراكمات محلية وتنظيمية، دفعت إلى تجميد نشاط الفرع منذ ما يقارب عامًا، لأسباب تحفظ عن ذكر تفاصيلها في الوقت الراهن.
إلا أن ما عجّل باستقالته، وفق تعبيره، هو موقف الحزب على المستوى الوطني، معتبرًا أن تصريحات الكاتب الأول انحرفت عن المبادئ التي تأسس عليها الحزب، وانسجمت مع الطرح الصهيوني في تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية ما يحدث في غزة.
وأضاف خليفة أن هذه التصريحات تتناقض مع التاريخ النضالي للحزب، الذي طالما دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية وإنسانية، مشددًا على أن موقفه الرافض لهذه التوجهات هو أقل ما يمكن التعبير عنه في مواجهة ما وصفه بـ”الانحراف السياسي الخطير”.
وأشار إلى أن مواقف لشكر الأخيرة تمثل استفزازًا لضمير الشعب المغربي، وتنكّرًا لإرث الحزب ولرموزه الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية، ومن بينهم الشهيد المهدي بن بركة، الذي واجه المشروع الصهيوني في العالم الثالث، والشهيد عمر بنجلون، الذي كرّس جهوده لمحاربة التغلغل الصهيوني داخل قوى اليسار الأوروبي.
وفي سياق متصل، أعلن رضوان الشركاوي، الكاتب المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجماعة تاكونيت وعضو الكتابة الإقليمية بمدينة زاكورة، استقالته من الحزب للسبب ذاته، مؤكدًا أن تصريحات لشكر تمثل “انحرافًا خطيرًا عن المبادئ التي نشأ عليها الحزب”.
وأشار في نص استقالته، المؤرخ بـ26 مارس 2025، إلى أن هذا الموقف “يخذل كل مناضل كان يؤمن بأن الحزب سيظل حصنًا للمقاومة والممانعة”، معلنًا انسحابه النهائي بعدما باتت توجهات القيادة الحالية لا تمثله ولا تعكس مواقف الحزب التاريخية الداعمة لفلسطين.
وكان إدريس لشكر قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل خلال لقاء صحافي بالمقر المركزي للحزب في الرباط، حمّل فيها حركة حماس مسؤولية ما يجري في غزة، معتبرًا أن قرارها شنّ عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر 2023 جاء بمعزل عن السلطة الفلسطينية، مما أدى إلى التصعيد الحالي.
اقرأ أيضا: