الأرصاد الجوية تكشف العلاقة بين التساقطات الأخيرة بظاهرة “النينيا”

الأرصاد الجوية تكشف العلاقة بين التساقطات الأخيرة بظاهرة "النينيا"

إبانة24: متابعة

الأرصاد الجوية تكشف العلاقة بين التساقطات الأخيرة بظاهرة “النينيا”

أكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها المغرب ليست مرتبطة بظاهرة “النينيا”، موضحة أن الدراسات المناخية تشير إلى أن تأثير هذه الظاهرة على المملكة يظل متغيرًا وغير مباشر، إذ لا يؤدي بالضرورة إلى هطول أمطار غزيرة.

وأوضحت المديرية، التابعة لوزارة التجهيز والماء، عبر منصاتها الرسمية، أن المغرب شهد فترات جفاف متزامنة مع وجود “النينيا“، كما حدث بين عامي 2020 وبداية 2023، مما يؤكد أن عوامل مناخية أخرى، سواء محلية أو عالمية، تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد حجم التساقطات المطرية في البلاد.

وأضافت المؤسسة ذاتها أن “النينيا” في تراجع وليست بصدد العودة، حيث تشير تقارير صادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى أن هذه الظاهرة تتلاشى تدريجيًا، مع توقعات بانتقال المناخ إلى حالة محايدة (ENSO Neutral) بحلول صيف 2025.

وفي السياق نفسه، أرجعت المديرية العامة للأرصاد الجوية التساقطات الأخيرة التي شهدها المغرب خلال شهري فبراير ومارس 2025 إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

  1. تأثير المنخفضات الجوية الأطلسية: عبور منخفضات قوية قادمة من المحيط الأطلسي، جالبةً معها تيارات هوائية رطبة.
  2. تغيرات في تذبذب شمال الأطلسي (NAO): دخول هذا التذبذب في مرحلة سلبية، مما زاد من فرص تساقط الأمطار.
  3. ارتفاع حرارة المحيط الأطلسي: زيادة درجات الحرارة ساهمت في رفع نسبة الرطوبة في الغلاف الجوي، ما أدى إلى تشكل سحب ممطرة.

أما بخصوص حالة الطقس خلال الأيام المقبلة، فتتوقع المديرية استقرارًا مؤقتًا حتى نهاية الأسبوع، إلا أن بداية من يوم الإثنين سيؤثر منخفض جوي جديد على المناطق الشمالية والشرقية، جالبًا معه أمطارًا يومي الإثنين والثلاثاء، مع استمرار التقلبات الجوية لاحقًا.

كما يُرتقب، ما بين الثلاثاء والخميس، أن يظل الطقس غير مستقر، مع هيمنة التأثير الأطلسي، مما سيؤدي إلى استمرار تساقط الأمطار على مناطق الريف والأطلس الكبير والمتوسط، بالإضافة إلى شمال غرب البلاد. ويتوقع أيضًا أن يساهم انخفاض درجات الحرارة في استمرار تساقط الثلوج على المرتفعات.

وسجلت مناطق مختلفة من المملكة كميات مهمة من الأمطار خلال الفترة ما بين 8 و11 مارس الجاري، وهو ما انعكس إيجابيًا على الفرشة المائية، بعد شتاء شبه جاف. وساهمت هذه التساقطات في تحسين المخزون المائي لعدد من السدود، التي تُستخدم أساسًا في ري الأراضي الزراعية.

وبلغت كمية التساقطات في بعض المدن 159 ملم، فيما سجلت مدن أخرى 105 ملم و88 ملم، كما هو الحال في شفشاون. ولم تقتصر الأمطار على المناطق الشمالية فقط، بل شهدت مدن مثل الرباط، الدار البيضاء والجديدة كميات تراوحت بين 65 و43 ملم.

تعكس هذه المعطيات أهمية العوامل المناخية المختلفة في تحديد مستوى التساقطات المطرية بالمغرب، بعيدًا عن تأثير “النينيا”، فيما تبقى التوقعات الجوية مفتوحة على استمرار التقلبات خلال الأيام المقبلة.

اقرأ أيضا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top