خطر علمانية أحمد التوفيق على إمارة المؤمنين

خطر علمانية أحمد التوفيق على إمارة المؤمنين

إبانة24: متابعة

خطر علمانية أحمد التوفيق على إمارة المؤمنين

إمارة المؤمنين في المغرب ليست مجرد مؤسسة سياسية أو دينية، بل هي نظام متكامل يعكس هوية الأمة المغربية وقيمها التي تستند إلى الإسلام كدين ودستور منذ القدم،

هذه المؤسسة التاريخية تمثل صمام الأمان لوحدة المغاربة واستقرارهم الروحي والاجتماعي،

حيث تجمع بين الشرعية الدينية والقيادة السياسية في انسجام يعكس الخصوصية المغربية.

لكن في ظل تنامي الخطاب العلماني الذي يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، تظهر تحديات جدية تهدد هذا التوازن، فالعلمانية،

بمفهومها الشامل، تسعى إلى تحييد الدين من الحياة العامة، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض دور إمارة المؤمنين كمؤسسة

تحمي المعتقدات الدينية وتضمن استمرار المرجعية الإسلامية في التشريع والتوجيه الأخلاقي.

ويأتي تصريح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق الأخير بأن “المغاربة علمانيون”

كجرأة غير مسبوقة من هذا الفصيل العلماني وإصدار حكم قيمة على كل المغاربة، بخلاف الدراسات الكثيرة الميدانية

التي تأتي نتئجها صادمة لهذا الفصيل العلماني، وتأكد أن المواطن المغربي متدين بطبعه لا علماني، كما تبين تصريحات الوزير الذي أصبحت إقالته من هذا المنصب ضرورة ملحة، بوجود تيار علماني قوي في المغرب، فهل يمكن لهذا التصريح أن يعكس قبولا ضمنيا بفصل الدين عن الدولة؟

تأثير العلمانية على وحدة المغرب

إن الدعوات العلمانية قد تؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي في بلد يعتمد بشكل كبير على الدين كعامل موحد، في الوقت الذي تستمد إمارة المؤمنين شرعيتها من البيعة والمرجعية الدينية، تواجه تحديات في ظل محاولات بعض الجهات العلمانية لإضعاف هذا الرابط.

تاريخياً، لعبت إمارة المؤمنين دوراً مركزياً في حماية وحدة البلاد من التدخلات الخارجية والتيارات الفكرية المتطرفة، سواء كانت دينية أو علمية أو سياسية، ولذلك، فإن المساس بهذه المؤسسة قد يفتح الباب أمام فوضى فكرية واجتماعية لا يحمد عقباها.

الحاجة إلى تعزيز إمارة المؤمنين

في ظل هذه التحديات، ينبغي تعزيز مكانة إمارة المؤمنين كضامن لهوية المغاربة الإسلامية وكجسر يجمع بين الأصالة والمعاصرة. يتطلب ذلك توعية الشباب بأهمية هذه المؤسسة ودورها في الحفاظ على وحدة الأمة واستقرارها، مع رفض الدعوات التي تسعى إلى عزل الدين عن الحياة العامة.

إن تصريح الوزير التوفيق، الشاذ المستقوي بالمستعمر الأمس، وعلمانيته المتطرفة يهدد بتقويض أركان إمارة المؤمنين، وزعزعة عقائق المغاربة، الذي راهم بالعلمانية زورا وبهتانا، هو أعلم الناس بعدم صحته، وانجرار إلى فكر علماني قد يهدد القيم والثوابت الوطنية.

إن إمارة المؤمنين ليست مجرد مؤسسة، بل هي هوية وروح تربط المغاربة بدينهم وتاريخهم، والعلمانية، في حال تغلغلها في البنية السياسية والاجتماعية، قد تؤدي إلى طمس هذه الهوية، وهو ما يستدعي اليقظة والتمسك بالمرجعيات التي شكلت خصوصية المغرب عبر القرون.

اقرأ أيضا:

كاتغوّتي يحرك النقاش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top