إبانة24: متابعة
عودة إيلون ماسك إلى البيت الأبيض: فرصة ذهبية للمغرب
في أعقاب تأكيد فوز دونالد ترامب بالانتخابات وتأكيد عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025،
يبرز في فريقه شخصية محورية، تعتبر أحد أثرياء العالم وأكثرهم طموحاً، وهو إيلون ماسك.
يمتلك ماسك سجلًا حافلاً في امتلاك وإدارة منصات التواصل الكبرى، حيث قام بشراء منصة “تويتر” التي كانت قد حظرت حساب ترامب،
ثم أعاد تسميتها وحوّلها إلى منصة تسهم في الترويج لترامب، ويبدو أنه يحمل رؤية مستمدة من الحلم الأمريكي الكبير في البقاء على قمة الريادة.
إيلون ماسك، رجل الأعمال الجريء، يعود إلى الساحة السياسية ضمن فريق الرئيس المنتخب في وقت حساس،
ما يمنحه القدرة على تشكيل مستقبل العلاقات الأمريكية مع بقية العالم.
هذا الرجل، الذي يصنع الفرص من التحديات ويحوّل الأحلام إلى مشاريع واقعية، لم يلتزم يومًا بالتقاليد أو القواعد المتعارف عليها.
اشتهر بمشاريعه الجريئة في مجالات الفضاء، الذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية، وها هو الآن يقترب من دور سياسي يعزز طموحاته ويوسّع من تأثيره.
ماسك
نشأ ماسك في جنوب إفريقيا قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ مشاريعه بأفكار صغيرة لكنها تحولت إلى شركات ضخمة كـ “سبيس إكس”،
التي تسعى إلى تحقيق حلم البشرية في استكشاف الفضاء، و”تسلا” التي تمهد لمستقبل أخضر خالٍ من التلوث.
إيمان ماسك بتخطي الحدود الجغرافية والتقنية دفعه للاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والتقنيات الذكية، مما يجعله شريكاً محتملاً للمغرب في سعيه نحو التحول إلى الاقتصاد الرقمي والنظيف.
مع توجه العالم نحو التقنيات الصديقة للبيئة، تتلاقى طموحات ماسك مع خطط المغرب لتعزيز قطاع الصناعة المستدامة وتحسين كفاءة الطاقة، ما يخلق فرصاً لشراكات استراتيجية بين الجانبين.
وتشكل مشاريع “تسلا” للبطاريات مثالاً جيداً لدعم خطط المغرب في تخزين الطاقة المتجددة، خصوصاً في ظل استثمارات المملكة في الطاقة الشمسية وتطلعاتها لتوسيع قدراتها في هذا المجال.
تفتح هذه الشراكات إمكانيات تطوير الصناعات داخل المغرب، مع فرص لبناء مركز إقليمي لصناعة البطاريات والتقنيات المرتبطة بالطاقة المتجددة، ما يعزز مكانة البلاد كمحور متقدم في إفريقيا.
طموح المغرب
كما يعد مشروع “ستارلينك” للإنترنت عبر الأقمار الصناعية فرصة لدعم طموح المغرب في ربط المناطق النائية بالإنترنت، مما يتيح تحسين التعليم والخدمات الصحية الرقمية في تلك المناطق، ويساعد في دمج المناطق البعيدة ضمن التنمية الرقمية للمملكة.
في مجال الطاقة الشمسية، يتماشى مشروع “نور” المغربي مع رؤية ماسك لتوسيع نطاق الطاقة النظيفة، ما يفتح الأفق لشراكات تهدف لجعل المغرب مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة، من خلال استثمار خبرة ماسك في تقنيات الطاقة الشمسية المتقدمة.
وجود ماسك ضمن فريق ترامب لا يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل يمتد إلى تأثير سياسي عميق يتناغم مع سياسة ترامب في التركيز على العلاقات الثنائية والشراكات المباشرة.
وبانضمام ماسك إلى دائرة ترامب، يجد المغرب فرصة جديدة لتوسيع علاقاته مع الولايات المتحدة، من خلال التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي يشمل تطبيقات الروبوتات في الصناعة والعمل، تماشياً مع رغبة المغرب في تطوير اقتصاد يعتمد على الابتكار.
ولا تتوقف طموحات ماسك عند الإنترنت والطاقة المتجددة، بل تمتد إلى الذكاء الاصطناعي، ما يخلق توافقاً مع رؤية المغرب الرامية إلى استقطاب شركات التكنولوجيا الناشئة، ويعزز مكانتها كمركز للابتكار في المنطقة.
إيلون ماسك، الذي تجاوز العقبات في الفضاء والسيارات والطاقة، يعود الآن كلاعب مؤثر في السياسة ضمن إدارة ترامب، ما يمهد الطريق أمام المغرب لشراكات نوعية تعزز مكانته كقوة صاعدة في إفريقيا.
وفي ضوء رؤية تجمع بين الابتكار السياسي والاقتصادي، يمكن للمغرب أن يصبح جزءًا من خطط ماسك الطموحة، في شراكة تتجاوز التكنولوجيا لترسم مستقبلاً جديداً للعلاقات بين الشمال والجنوب، ما يستدعي جهوداً مدروسة في العلاقات العامة والدبلوماسية لتعظيم هذه الفرص الاستراتيجية.